البستاني: هذا عهدُنا بكم وبالحكومةِ وهذا أملُنا بوجودِ فخامةَ الرئيس
newsare.net
الكلمة التي ألقاها نائب الشوف البروفسور فريد البستاني في جلسة مناقشة البيان الوزاري:دولةَ الرئيس، أيها الزُملاءُ والزَميلات وأصحابَ المعالالبستاني: هذا عهدُنا بكم وبالحكومةِ وهذا أملُنا بوجودِ فخامةَ الرئيس
الكلمة التي ألقاها نائب الشوف البروفسور فريد البستاني في جلسة مناقشة البيان الوزاري:دولةَ الرئيس، أيها الزُملاءُ والزَميلات وأصحابَ المعالي في حكومةِ ممنوعِ الفشل. كنتُ أريدُ التحدُثَ في عِدةِ مواضيعَ ولكنّ الذينَ سَبَقوني في الكلامِ أتَوا على ذِكرِ مُعظمِها، لذا سأكتفي بإبداءِ بعضِ الأراءِ التي أعتبرُها ذاتَ أهمية.لقد أمضيتُ أكثرَ من ٤٠ عاماً في دُنيا الاغتراب، وها أنذا عدتُ في هِجرةٍ عكسيةٍ إلى الوطنِ خِصيصاً للمُساهمةِ في مَسيرةِ الإصلاحِ التي يقودُها فَخامةُ رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون. إن الإيجابيةَ واجبٌ علينا، ويجبُ على الطبيبِ إعطاءَ الأملِ للمريضِ حتى في أقسى الحالات. 1- من مَوقعي الأكاديمي والاقتصادي أتَسَاءلُ وأسألُ نَفسي، وبِما أنهُ يوجدُ إجماعٌ على وصفِ الفسادِ بأنه يُشكلُ الخطرَ الأكبرَ على لبنانَ واللبنانيين، فماذا فعلَ كلُ الذين كانوا في السلطة من حكوماتٍ ورؤساءَ لمكافَحَته. إن القوانينَ موجودةٌ وكلُ ما يجبُ علينا القيامُ بهِ هو تطبيقُ القانون. وإنني أتفهمُ وجعَ الناس المُتأتي من تَرَاكم ِعقودٍ من الفسادِ والهدر. واليومَ أطالبُ العهدَ وحكومَتِه الأولى بفعلِ المُستحيلِ واجتراحِ المُعجزات، إلا أنني لا أُخفي سراً حينَ أقول « لقد ولى زمنُ المُعجزات ». فبالإضافةِ إلى الفسادِ نحنُ نعيشُ بأزَمةٍ إقتصاديةٍ خانقة.لقد تحدّثَ كُثرٌ في موضوعِ الفساد، وإنّ هذا يعودُ بجِزءٍ منهُ لوجودِ أزَمَة ضميرٍ، كونُ الكثيرينَ لم يقوموا بواجِباتهم كما يجب. دولةَ الرئيس 2- إنني أؤيدُ تأييداً كاملاً ما سبقَ وأعلنتُموه عن وجوبِ عقد جلساتٍ شهرية تُخَصَّصُ للمحاسبةِ والمساءلة، وهذا ما يساعدُ على تطبيقِ الديمقراطية بالرُغمِ من وجودِ حكومةِ وحدةٍ وطنية، فدورُنا يقومُ بالدرجةِ الأولى إلى جانبِ التشريع على المراقبة والمساءلة. دولةَ الرئيس 3- لقد استمعتُ بانتباهٍ إلى كل الكلماتِ ولفتني أن الجميعَ يتكلمُ بصفة المُبهم، فلا نُحددُ الفاعلَ وهكذا نجدُ المبرِراتَ والمَخرجً لتبسيطِ الجرم.فأينَ طارت أموالُ الدولةِ؟ وهنا نتكلمُ عن المليارات، وأينَ أصبحَ قطعُ الحساب. أنا أطالبُ باستحداثِ اللَجنةِ العُليا لمُكافحة الفسادِ في المجلسِ النيابي، وهي لَجنةٌ مستقلّةٌ بحدِ ذاتِها، و ليست لَجنةً فَرعية، بِحيثُ تضمُّ الى جانبِ عددٍ من النواب، رؤساءَ الهيئاتِ الرَقابيّةِ في الدولةِ اللبنانيّة.كذلك فإنني أطالبُ بإحالةِ مشروعِ قانونِ الهيئةِ الوطنية لمُكافحة الفسادِ إلى الهيئةِ العامة. 4- لقد استلمَ المجلسُ الدستوري من كل نائبٍ ووزيرٍ وموظف فئة أولى تَصريحاً عن كلِ أموالهِ، ولكننا إذا لم نَرفعَ السِرية المَصرِفية عن موظفي الدولة وسياسييها ونشجعُ كلُ من لديه من معلوماتٍ أن يدليَ بها للمراجعِ المُختصة لِكَشفِ المُرتكبين والمُرتشين، فإنهُ من شِبهِ المستحيلِ إحداثَ أي خرق. كذلك فأنا أطالبُ باسترجاعِ المالِ المنهوب وهنالكَ سابقةً حصلت في عهدِ حكومةِ الرئيسِ الحص، واستطاعت الدولةُ من استرجاعِ الأموال. وهنا إسمحوا لي أن أقولَها صراحةً إن الإداراتِ العامة هي فاشلة، وهذا السببُ الرئيسي لتدني الإنتاجية، وذلك بسببِ عدمِ الاختصاصِ في الوظائفِ العامة والوِزارات مع احترامي الشديد لكلِ الزُملاء. إنً وضعَ الشخصِ المناسب في المكان المناسب هو مبدأٌ بديهي يُطّبق في مُختلف دولِ العالم. وهنا لا بد من العملِ بمبدأ المداورة في الإداراتِ لا سيما وظائفَ الفئةِ الأولى فلا يبقى الموظفُ إلى ما شاءَ الله في موقِعِهِ. المضحك هي عملية التسلُمِ والتسليمِ الفولكورية. كذلكَ فأنا أطالبُ بضرورةِ العملِ بالشراكة بين القطاعِ العام والخاص، عندها تستقيمُ أمورُ الدولةِ ويتقلصُ العجزَ، فالمستثمرُ ضنينٌ على أموالهِ أكثرَ من الإداراتِ العامة. وقد كانت الحكومةُ السابقة قد تعهدّت بتخفيضِ الإنفاقِ في الوِزارات 20%، ولكنه وللأسفِ الشديدِ لم يتحققَ ذلك، بل وعلى العكسِ تم توظيفِ حوالي 5,700 شخص مما زادَ في الإنفاق. وفي هذا الموضوع وبِصفتي نائباً للشوف، أشيرُ إلى وضعِ مُستشفى دير القمر الحكومي الذي يُشكل المثالَ الأوضحَ لمدى إهمالِ وتقصيرِ الإدارةِ والوزاراتِ المعنية، مما أدى إلى تَحولِ هذا المستشفى إلى مدينةٍ للآشباح. وهنا لفتني زيارةَ وزيرِ الصحةِ إلى مُستشفى بعلبضك الحكومي وتَساؤلهِ عن كيفيةِ العملِ بهكذا مَعدات تفتقرُ إلى الحداثةِ والتي يَنبغي تَحديثَها. وهنا أدعو وزيرَ الصحةِ الجديد الدكتور جميل جبق للقيامِ بِزيارة مَيْدانية إلى مُستشفى ديرِ القمرِ الحكومي.كذلكَ فأنا أطالبُ بإنارةِ طريقِ الدامور بيت الدين. وفي هذا المجال إنني أطالبُ الحكومةَ بحصة الشوف من أموال Cedre 5- أما في موضوع التربية، فإننا نؤيدُ كلَ ما جاء في البيانِ الوِزاري ونضيفُ أنه لا بدَ من مُراقبة بعضِ الجامعاتِ التي تُعطي شهاداتٍ مشكوكٍ بِصِدقيتها، وهذا ما يَتَناقض تماماً مع هُويةَ لبنانَ وميزتِه الثقافية كأولِ مُصدٍر للحرف والأبجدية في العالم. فالعلمُ والرقيُ هو ما يميز لبنان وبالتالي يجبُ بَذلَ الجهدِ الكبير للحفاظ على هذه المِيزة، فيعودُ لبنان ليلعبَ دورَه كَمَنارة للشَرق. 6- أما في الموضوعِ الثقافي الذي ورد ذِكره بإيجازٍ في البيانِ الوزاري, كنتُ أتمنى أن يتضمنَ تعهداً واضحاً بتحقيق حُلم فخامة الرئيس، الذي حَمَله إلى المنابر العالمية، بإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار، التي تشكلُ أفضلَ الوسائلَ لتنمية ثقافةَ السلامِ والحوارِ بينَ جميعِ الحضارات. من هنا نتساءلُ هل نحنُ نشكّلُ بلداً يترنّحُ تحتَ وطأةِ الأزَمَاتِ الاقتصاديةِ فقط؟ أم أنّ لبنانَ هو بلدٌ مميزٌ ذو رسالةٍ حَضَاريةٍ وثقافيةٍ مُميزة في هذا الشرق، فلُبنانُ يا دولةَ الرئيس هو أكثرُ من بَلد هو رِسالة كما سَبَقَ ووصَفهُ قداسةِ البابا يوحنا بولس الثاني. كذلك فإنني أطلبُ من الحكومةِ الكريمةِ دعمَ طلبِ « جمعية المعلم بطرس البُستاني » ليصارَ إلى إعلانِ الأولِ من أيار يومَ مولِد المعلم يومَ اللغةِ العربية. فالمعلم بطرس البُستاني أبو التَنوير وواضعُ مُحيط المُحيط، والذي دعا لقيامِ الدولة المدنية، لهُ الفضلُ الكبير على لغةِ الضاد، يستحقُ منا ومن دُنيا العرب كلُ التقديرِ والتكريم. وهنا لا يسعَني إلا أن اشكرَ معالي الوزير جبران باسيل لدعمِ هذا الطلب والعملِ على تقديمه لهيئة ال UNESCO في الأُمم المتحدة. دولةَ الرئيس مِنهم من سيُعطي الثقةِ ومِنهم من سيحجبُها ومِنهم من سيمتنعُ عن إبداءِ رأيهِ، وهذا هو عملُ المجلسِ وهذهِ هيَ الحياةُ الديمقراطية. وأنا إيماناً مني بمُستقبلٍ أفضلَ للبنانَ سأعطي الثقةَ ولكنّ ذلكَ لن يَمنَعني من ممارسةِ دوريَ كاملاً في المُراقبة والمُساءَلة، وهذا ما نَذَرتُ نفسي إليه، منذُ دخولي إلى مَجلِسكُم الكريم. وأنا سأحاولُ بكلِ جُهدي ولآخرِ دقيقةٍ من وِلايتي أن أقومَ بدوري التشريعي والرِقابي الذي إتمَنَني الشعبُ عليه. هذا عهدُنا بكم وبالحكومةِ وهذا أملُنا بوجودِ فخامةَ الرئيس.وفي النهاية أُعلن إعطاءَ الثقةِ للحكومة. Read more