عماد مرمل -على رغم من كل محاولات ضبط إيقاع العلاقة المتذبذبة بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إلّا أنّها غالباً ما تخرج عن «النوتة» المفترض أن تكون ناظمة لها، تحت وطأة ارتفاع منسوب الخلافات وأزمة الثقة.من الأساس، لم يكن العماد جوزاف عون هو الخيار المفضّل والأول للرئاسة لدى جعجع، الذي كرّر أكثر من مرّة، قبل انتخاب عون، أنّه يجهل حقيقة خياراته وأفكاره، كون قائد الجيش يلتزم عموماً الصمت، وليس طرفاً في الاصطفافات السياسية، وأنّه يحتاج إلى التعرّف إليه عن قرب حتى يحسم موقفه النهائي منه، وإن كان قد حرص في الوقت نفسه على التأكيد أنّه لا يعارض من حيث المبدأ انتخابه.وعندما رجّح الصوت الخارجي التفضيلي كفة عون ورست التسوية على اسمه، انخرط جعجع في هذا المسار، فصوّتت كتلته النيابية لانتخاب «عون - 2» رئيساً، وشارك في الحكومة الأولى عبر عدد من الوزراء، ما أوحى بأنّه سيكون رافعة للعهد وداعماً له.لكن ما لبثت الأمور أن بدأت تتغيّر مع تلاحق الأحداث وظهور الفوارق والتباينات في مقاربتها بين بعبدا ومعراب، ما أدّى شيئاً فشيئاً إلى انخفاض في الحرارة التي طبعت بدايات العلاقة، مقابل صعود في مشاعر الإرتياب المتبادل، ما أوحى بتكرار سيناريو ميشال عون - سمير جعجع اللذَين كانا متحالفَين في مطلع ولاية الجنرال، قبل أن ينقلب السمن والعسل سُمّاً وعلقماً!وغالب الظنّ، أنّ هناك في الأصل «نقزة فطرية»، ولو ظلّت كامنة إلى حين، بين رئيس الجمهورية ورئيس «القوات»، ربطاً بالتكوين الشخصي والتاريخ المعاصر، إذ إنّ الأول منبثق من نسيج المؤسسة العسكرية، بينما الثاني يقود تنظيماً سبق له أن واجه تلك المؤسسة.يُضاف إلى ذلك، أنّ جوزاف عون أصبح منذ انتخابه جزءاً من معادلة الزعامات المسيحية، وبالتالي بات يُنظر إليه كمنافس محتمل، راهناً أو مستقبلاً، على الشعبية في الوسط المسيحي.أمّا على المستوى المباشر، فيختلف الرجلان وعلى نحو أساسي، حول نمط مقاربة ملف حصر السلاح، إذ يستعجل جعجع سحبه من «حزب الله» وفق روزنامة مكثفة وآلية صارمة، ولو أدّى ذلك إلى حصول مواجهة بين الجيش و»الحزب»، فيما يُفضِّل عون تطبيق قرار حصر السلاح بالتي هي أحسن ومن دون استخدام العنف، لمعرفته بالتداعيات الوخيمة التي ستترتب على الصدام مع مكوّن داخلي وازن، ولحرصه على عدم نحر عهده في عامه الأول، خصوصاً أنّ مثل هذا النمط من المغامرات مجرّب، أقلّه في أيام الرئيس أمين الجميل، حين أفضت المواجهة ضدّ حركة «أمل» و«الحزب التقدّمي الإشتراكي»، واستطراداً البيئتَين الشيعية والدرزية، إلى انقسام الجيش وتشرذمه.وهناك مَن يلفت إلى أنّ جعجع نفسه خاض هذا الاختبار، وتجرّع كأسه المُرّة في مرحلة حرب الإلغاء، التي أفضت إلى تدمير المنطقة الشرقية، وبالتالي يجب أن يكون الأدرى بأكلاف خيار المواجهة الداخلية، والأكثر تفهّماً لدوافع عون إلى تفادي تكرار التجربة.وقد أتت الرسالة المفتوحة التي وجّهها جعجع إلى رئيسَي الجمهورية والحكومة لتُكرِّس الافتراق عن عون في مسألة التعامل مع سلاح «حزب الله»، ولتراكم مزيداً من الجليد السياسي على خط معراب - بعبدا، إذ اتهم جعجع رئيس الجمهورية وأيضاً رئيس الحكومة، بمسايرة «حزب الله» وتمييع خطابهما السياسي، مبدِياً أسفه لكون الفرح بتوليهما المسؤولية لم يُترجم حتى الآن أمناً واستقراراً وثقة في المستقبل.ولعلّ حجم غضب معراب ومناصريها على عون بسبب عدم دعوة جعجع إلى اللقاء مع البابا لاوون الرابع عشر في قصر بعبدا، يعكس مستوى النفور والإنزعاج لدى القواتيِّين، قيادة وقاعدة، من رئيس الجمهورية، ويؤشر إلى أنّ القصة الحقيقية ليست مجرّد رمانة بل قلوب ملآنة.ومن الواضح أنّ عون بدوره غير مطمئنّ إلى سلوك جعجع وحقيقة نياته، وهو ترجم توجّسه عبر هجومه الشهير على بخاخي السُم في واشنطن قاصداً من ضمنهم «القوات»، كما أجمعت التفسيرات، ثم عزّز هذا الإنطباع بالإمتناع عن دعوة جعجع إلى مناسبة الإحتفاء بالبابا في القصر الجمهوري، في موقف مغلّف بقشرة بروتوكولية لكنّ بطانته سياسية.
أكدت الرئاسة الروسية، الإثنين، أن موسكو وواشنطن تعملان حاليا على مستوى الخبراء كي يكون اللقاء المقبل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب مثمرا.ونقلت وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك) عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله في تصريحات للقناة الأولى الروسية الإثنين: «حتى يكون اللقاء الجديد بين بوتين وترامب مثمرا، ينبغي علينا العمل على مستوى الخبراء، وهو ما يجري حاليا، وهذا نوع من الدبلوماسية المكوكية».وفي معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كانت المحادثات بين القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، وتصريحات الرئيس الأميركي بشأن استيائه من زيلينسكي، تعني أن حل النزاع الأوكراني سيتأخر بسبب كييف قال بيسكوف: «لا أعتقد أن هذا يعني شيئا. هذا يعني أن هناك عملًا معقدا للغاية يجري، ويجب أن يتم خلف الأبواب المغلقة».وأوضح بسكوف أن «موسكو لا تعلم ما انتهت إليه المحادثات الأميركية الأوكرانية في فلوريدا حتى الآن، مضيفا »لا نعرف حتى الآن كيف انتهت المفاوضات مع الأوكرانيين والأميركيين في فلوريدا، وعندما نعرف ذلك، سيتضح لنا حينها كيف نمضي قدمًا وإلى أين نتجه«.يذكر أنه في 16 أكتوبر الماضي صرح ترامب بعد مكالمة هاتفية مع بوتين، بأنهما اتفقا على الاجتماع في العاصمة المجرية بودابست قريبا، لوكن تم تأجيل القمة لاحقا.وكان ترامب وبوتين قد عقدا في أغسطس الماضي اجتماعا في الاسكا وصرح ترامب بأنه تم إحراز »تقدم كبير" مع بوتين بشأن تسوية لإنهاء الحرب الأوكرانية.
البناء: خفايا وكواليس خفايارصدت الأجهزة الأمنيّة مستوى تنظيم التجمّعات التي خرجت للاحتفال بذكرى سقوط النظام السابق في سورية، ووجود مراكز سيطرة وتحكم تحدّد أماكن التجمّع وتتمكّن من توزيع الدعوات على عناوين وهواتف بلوائح منظمة لضمان التجمّع وتدير تظاهرات الدراجات الناريّة وتحدّد لها مسالكها وتوزّع الأعلام وتقرّر نقاط الشغب، وقال خبراء إن هذا المشهد هو سيناريو مفتوح على توقيت يجب التحسّب لأن خروج هذه الجموع بالسلاح طالما أن المنظّمين قرّروا تنظيم تحركاتهم دون دعوات رسمية وتراخيص تعترف بوجود حكومة لبنانيّة ورفعوا أعلاماً غير الأعلام اللبنانيّة وصور رئيس دولة أخرى غير الرئيس اللبناني، لكن المستغرب كان أن الذين كانوا سوف يملأون الشاشة صراخاً لو حدث أن العلم الإيراني وصور الرئيس الإيراني هي التي رافقت التظاهرات تحت شعار الدفاع عن السيادة هم أنفسهم لا صوت لهم أمام المشهد بل يضغطون في الكواليس لمنع قيام الدولة وأجهزتها بالتحرّك ضد هذا الخلل الأمني الذي قد يسبّب صدامات واحتكاكات مع الاستفزازات التي ترافقه.كواليسعلّق خبراء في الاتحاد الأوروبي على ما ورد في استراتيجية الأمن القومي الأميركي حول أوروبا، بالقول إن اللغة أكثر من عدائيّة تجاه أوروبا ما يستوجب انتفاضة سيادية أوروبية حيث تمّ التحدث عن أوروبا كمكان يفقد الهوية ويعتدى فيه على الحريات بينما غابت كل العبارات التي تشير إلى روح التحالف الذي ورد الحديث عنه فقط عند مطالبة أوروبا بدفع الأموال، لكن عندما تناولت الاستراتيجية شأناً أوروبياً مصيرياً هو الحرب الروسية الأوكرانية فقررت أنها تستطيع التحرك بدون أوروبا وعكس إرادتها وخلت الاستراتيجية من أي حديث عن حقوق الإنسان والديمقراطية والفساد في روسيا والصين وإيران بعدما كانت هذه العناوين محاور الاستراتيجية في كل نسخة سابقة، ودعا الخبراء إلى انفصال أوروبي عن أميركا والتعامل معها على القطعة، حيث يتمّ الاتفاق يترجم وحيث هناك خلاف يتصرّف كل طرف وفق مصالحه وأن ترسم سياسة أوروبا تجاه الصين وإيران بعيداً عن مراعاة الحسابات الأميركية طالما أن أميركا تقرّر سياستها تجاه روسيا دون إقامة حساب لمصالح أوروبا.اللواء: أسرار غمزطلبت شخصية وسطية من نائب سابق مرافقتها إلى مقر رئاسي، لإعلان التضامن معه، بعد الحملة التي يتعرض لها من فريق مسيحي معروف.. همسصُرف النظر بصورة شبه نهائية عن تولي شخصية دولية مهاماً محدَّدة في غزة في ضوء خطة ترامب للسلام في القطاع!
النهار: مزيد من الجهود لتعزيز فرصة التفاوض... فتح الطريق الأميركية لزيارة قائد الجيشالديار: دبلوماسية نشطة لإعادة إحياء فكرة «تجميد» السلاححراك فرنسي ـ مصري ـ ايراني قبل قمة ترامب نتانياهوعون يستكشف احتمالات الاختراق من «البوابة» العمانيةالأخبار: مشررع الحكومة لإسترداد الودائع يحمّل الحكومة مسؤولية الانهيار لبنان يسلّم بياناته الرسمية لشركة أميركية تعمل في برامج الجيش الإسرائيلي أميركا تبتز هيكل: دعم الجيش رهن مواجهة حزب الله! 11 يوم من الفوضى... قصة إنهيار الجيش السوري الجمهورية: المناخ الدولي ضد التصعيد الراعي من بعيدا: أستبعد حربًا جديدةًاللواء: تعويم دولي - عربي لدعم القوى العسكرية وتزخيم الدبلوماسية لإبعاد الحربعون إلى مسقط اليوم ويرفض اتهام الجيش بالتقصير.. وعيسى يتحدث عن حوار مع إسرائيل خارج الميكانيزمالبناء: أوروبا ترفض الانتقادات الأميركية المتعالية… وزيلينسكي يخضع لمشيئة ترامب | احتفالات في المدن السورية بسنوية دخول الشام… وتظاهرات في لبنان تنذر بفتنة | غارات ليلية تستهدف الجنوب رغم قبول التفاوض… والاحتلال يشير إلى 35 هدفاًالمدن: سوريا «تحتفل»: لتجاوز عزلات سايكس بيكو وإنجاز الوحدة الوطنيةl'orient le jour: « C’est comme un rêve » : les Syriens célèbrent l’anniversaire de la chute du régime Assadعناوين بعض الصحف العربيةالأنباء الكويتية: عيسى من «الخارجية»: لم نكن ننتظر السلام من الاجتماع الأولالراعي من بعبدا: لست خائفاً من الحرب ولا أحد يريدهاالشرق الأوسط السعودية: سوريا الجديدة أوضح مثال على «عدوانية» إسرائيل تجاه جيرانهانتنياهو رد على محاولات السلام بـ500 غارة منذ سقوط نظام الأسد
بعض ما جاء في مانشيت البناء:في سورية، احتفالات في أغلب المدن بمرور سنة على دخول جبهة النصرة إلى العاصمة السورية وسقوط النظام السابق، وإعلان تولي الحكم بقيادة زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني بعد كشف اسمه أحمد الشرع، الذي تحدث بالمناسبة مشيراً إلى النجاح بإقامة علاقات ممتازة مع اغلب دول الاقليم والعالم، بينما ركزت التقارير الغربية التي تناولت الذكرى إلى مخاطر وعقبات تنتظر سورية، منها الطابع الحزبي الديني الضيق للفئة الحاكمة والعجز عن إقامة بيئة تشاركية للحكم، مع ذاكرة دموية عبرت عنها مجازر الساحل والسويداء، وبقاء مرتكبيها دون محاسبة، بينما الوضع الاقتصادي رغم حديث الاستثمار ورفع العقوبات في أسوأ أيام السوريين الذين لا يصل دخل العامل والموظف منهم إلى مئة دولار تغطي بالكاد فاتورة الكهرباء بعد إلغاء السلطة الجديدة لدعم الكهرباء والخبز والوقود والطبابة والتعليم، وسط عدم استقرار أمنيّ مع بقاء الشمال الشرقي والجنوب تحت إدارات ذاتيّة ومواصلة «إسرائيل» التوغل في الأراضي السورية واستهداف العمق السوري.وانتقلت العدوى إلى السوريين المقيمين في لبنان، الذي خرج الآلاف منهم في تظاهرات دون ترخيص وجالوا على الدراجات النارية كثيراً من الشوارع العامة وأقفلوا الطرقات، وتسببوا بصدامات في أكثر من منطقة، اضطر الجيش للتدخل لفضها ومنع تطورها إلى فتنة، مع تسجيل صمت سياسي من الحكومة والقيادات السيادية وسط تساؤل عن موقفها لو كانت الأعلام والصور والتظاهرات تخصّ حزب الله.
بعض ما جاء في مانشيت البناء:علمت «البناء» أنّ اتصالات تجري على الخطوط الرئاسية للتشاور بمسألة التفاوض مع «إسرائيل» عبر لجنة الميكانيزم وتقييم الاجتماع الأول بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني، وتنسيق المواقف وتزويد السفير كرم بالتوجيهات اللازمة من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قبل الاجتماع المقبل في التاسع عشر من الشهر الحالي.كما علمت «البناء» أن دوائر القصر الجمهوريّ أجرت سلسلة اتصالات بأعضاء في لجنة الميكانيزم وبمسؤولين أميركيين وأوروبيين لاستنكار الاعتداءات الإسرائيلية بعد يوم واحد على اجتماع الميكانيزم وضرورة رفع وتيرة الضغط على «إسرائيل» للتوقف عن اعتداءاتها وإفساح المجال أمام المفاوضات والحلول السلمية والدبلوماسية، وذلك بعد أن تسبّبت هذه الغارات بإحراج للرئاسة الأولى التي كانت تأمل بأن هذه الخطوة ستقابل بخطوة إسرائيلية مقابلة بوقف الاعتداءات لفترة زمنية معينة بالحد الأدنى.إلا أنّ مصادر مقرّبة من الأميركيين تشير لـ»البناء» الى أن المسار التفاوضي يختلف عن مسار التصعيد العسكري، والضربات الأخيرة التي أعقبت تعيين كرم واجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار كانت بمثابة رسالة تؤكد ذلك، موضحة أنّ «إسرائيل» لن تتراجع عن مسارها العسكري حتى تحقيق أهدافها وهي تفاوض لبنان تحت النار حتى نزع سلاح حزب الله.وتضيف أنّ الولايات المتحدة مرتاحة للخطوة الرئاسية بتعيين عضو مدني في اللجنة لكنها خطوة غير كافية وتحتاج الى خطوات إضافية على صعيد حصرية السلاح بيد الدولة، إلا أنّ لا قرار أميركياً نهائياً بالطلب من الجيش اللبناني نزع السلاح بالقوة بانتظار نتائج المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم، كاشفة أن الأميركيين قد يطلبون من الحكومة اللبنانية فتح مسار تفاوضي موازٍ للجنة الميكانيزم والانتقال إلى مستوى متقدّم في المفاوضات لحلّ النزاع العسكري والتعاون على الصعد الاقتصادية والنفطية.وتكشف أيضاً أنّ المساعي مستمرة لإعادة دعوة قائد الجيش اللبناني لزيارة الولايات المتحدة.
الديار: بولا مرادأراد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن تكون كلمته خلال المؤتمر العام لـ«القوات» الذي عُقد نهاية الأسبوع الماضي عالية النبرة.فمع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، وبالرغم من تشكيك البعض في حصولها في موعدها، يُعدّ خطاب جعجع الرامي بشكل أساسي لشد عصب جمهوره، طبيعيا جدا، بعدما كانت ماكينة «القوات» الانتخابية أولى ماكينة حزبية تبدأ استعداداتها قبل أشهر من موعد للاستحقاق النيابي في أيار المقبل.وبالرغم من انه خصص جزءا كبيرا من خطابه المستفيض لانتقاد آداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري بملف قانون الانتخاب وبالتحديد في مجال انتخاب المغتربين، الا أن أبرز ما يفترض التوقف عنده في خطابه هو التصعيد بوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.فالحملة على بري متواصلة منذ فترة وعلى مستويات متعددة وتتخذ أشكالا شتى، أما التوجه مباشرة لعون رغم اعتماده آداء ذكيا من خلال توجيه الانتقادات دفعة واحدة للرئاستين الاولى والثالثة، فهذا ما يفترض التوقف عنده والقراءة في أبعاده.وتعتبر مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن «جعجع تقصّد أن يشمل سلام برسالته الى عون كي لا يبدو فجا بالتوجه الى رئيس الجمهورية وحده، لكن الكل يعلم أن توجهات جعجع بملف حصرية السلاح قريبة جدا لتوجهات سلام بخلاف رؤية وتوجهات عون التي تبدو أقل حدة ومراعاة لهواجس حزب الله وبيئته، وهو ما أقر به سلام خلال زيارته الى الدوحة قبل أيام».وبحسب المعلومات، يدفع جعجع باتجاه ان تصدر الحكومة بيانا رسميا يدين المواقف التي تصدر عن حزب الله لجهة رفضه تسليم السلاح واعتباره أن اتفاق وقف النار يشمل جنوب الليطاني حصرا، بحيث تضع الحكومة النقاط على الحروف وتعمم تفسيرها لهذا الاتفاق، الذي يتحدث وبوضوح، بحسب القراءة القواتية، عن حصرية السلاح على كامل الأراضي اللبنانية انطلاقا من جنوب الليطاني.وتعتبر معراب أنه وبعد صدور بيان مماثل يفترض الانتقال وكحد أقصى مطلع العام الجديد الى خطوات عملية في مجال سحب سلاح الحزب شمال الليطاني، داعمة خيار مواجهة قد تحصل بين الجيش والحزب في حال أصر الأخير على عدم تسليم السلاح.وقد كان جعجع واضحا في خطابه في هذا المجال حين قال:»لا نجد سببا أو مبرّرا للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزب الله، خصوصا بعد قراريْ مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم» معتبرا أن «التذرّع بحرب أهليّة «مزعومة» ليس في مكانه».ويبدو واضحا أن جعجع ينتقل بالتصعيد بوجه عون على مراحل، بحيث يتجنب راهنا قطع شعرة معاوية معه رغم الاستياء العارم من آداء ومواقف الرئيس الذي يعبّر عنه الجمهور القواتي على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان لافتا حديثه عن «تمييع» عون وسلام خطابهما السياسي (حين يتعلق الامر بملف الحزب)، «بدلا من ان تكونوا واضحين صريحين حاسمين معه».ولا شك أن عدم دعوة عون لجعجع الى حفل استقبال البابا في القصر الجمهوري كان له أثره على العلاقة بين الطرفين، وهي علاقة أصلا غير سوية في ظل المنافسة المحتدمة بين الرجلين على الزعامة والقيادة. اذ يبدو واضحا أن عون يسعى ليكون رجل المرحلة دون منازع فيما يصر جعجع، باعتبار أنه صاحب أكبر كتلة مسيحية كما نيابية، على أن تكون له الكلمة الاساس في البلد.وليس خافيا أن عدم اشراك وزارة الخارجية والتي هي من حصة «القوات» الوزارية في عملية تعيين مفاوض مدني واختياره، أثار حفيظة معراب التي تحاول التصدي لكل محاولات احياء «الترويكا» كي تبقى اللاعب الاساسي في المعادلة الراهنة.وكان لافتا يوم أمس اعتبار معاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، أن جعجع يتصرف وكأنه «مرشد للجمهورية» مؤكدا أن إجراء الانتخابات في موعدها »مسألة ثابتة وغير قابلة للمساومة".فكما الكباش بين جعجع وعون محتدم فكذلك الكباش بين جعجع وبري خاصة في ظل شعور الاخير أن رئيس «القوات» يسعى لاستثمار الظروف الراهنة لفرض وقائع جديدة في مجلسي النواب والوزراء.
الأخبار:ببساطة، سلّمت الدولة اللبنانية بيانات القطاع العام لشركة «Oracle» العالمية، التي لها تاريخ طويل من التعاون الوثيق مع الكيان الإسرائيلي في مجالات عسكرية وأمنية. هذه الخطوة تفتح الباب أمام إدارة معلومات حسّاسة عبر شركة تربطها علاقات استراتيجية مع إسرائيل، ما يثير تساؤلات حول الأمن السيبراني والسيادة الرقمية للبنان في ظلّ هذا التعاون.فقد وقّع وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، بحضور السفير الأميركي ميشال عيسى، مذكّرة تفاهم استراتيجية مع شركة «Oracle» العالمية، مُمثّلة بنائب الرئيس لتطبيقات القطاع العام سيمون الخالد. تهدف المذكّرة إلى تدريب وتأهيل 50 ألف موظف لبناني في القطاع العام خلال السنوات الخمس المقبلة، في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، بهبة مجانية من الشركة، وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية والجامعات الأميركية واللبنانية الأميركية والقدّيس يوسف، إلى جانب شركاء من القطاع الخاص.ويركّز التعاون على دعم التحوّل الرقمي في القطاع العام من خلال بناء القدرات اللازمة لتطبيق أنظمة تخطيط موارد الحكومة (GRP)، وتحويل لبنان من مستهلك للتكنولوجيا إلى مركز إقليمي للابتكار الرقمي، عبر تأسيس بنية تحتية بشرية وتقنية متقدّمة تدعم اقتصاد الذكاء الاصطناعي.وتُعدّ شركة «Oracle» واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، حيث تأسّست عام 1977 في الولايات المتحدة على أيدي لاري إليسون وبوب ماينر وإد أوتس. اشتهرت بتطوير قواعد البيانات الأكثر استخداماً عالمياً، إضافة إلى أنظمة المؤسسات (ERP – HCM – SCM) وخدمات الحوسبة السحابية (OCI) وأنظمة الذكاء الاصطناعي. وتُعتبر «Oracle» مورِّداً رئيسياً للحلول الرقمية للحكومات والشركات الكبرى، بما في ذلك قطاعات حسّاسة مثل الدفاع والأمن والطاقة والبنى التحتية.يعتمد سلاح الجو في كيان الاحتلال على «Oracle» لتطوير برامج تحليل المعلومات، والشركة اتّخذت إسرائيل أكبر مستودع لمعلوماتها في الشرق الأوسطوللشركة علاقة وثيقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ تمتلك حضوراً كبيراً منذ سنوات واستثمارات ضخمة في البنية التحتية السحابية، أبرزها إنشاء مركز سحابي تحت الأرض في القدس، وهو أول منطقة «Cloud Region» للشركة في الشرق الأوسط، صُمّم كـ«ملجأ» مُحصّن تحت الأرض لاستضافة بيانات حساسة للأجهزة الأمنية ومواجهة التهديدات الأمنية. وأعلنت الشركة العام الماضي عن نيتها إنشاء مركز بيانات ثانٍ تحت الأرض على عمق تسعة طوابق، في خطوة تؤكد اعتبار إسرائيل بمثابة «مختبر دولي» لتطوير خدمات السحابة المُخصّصة للجيوش والحكومات.كما دخلت «Oracle» في سلسلة طويلة من العقود العسكرية والأمنية مع جيش الاحتلال ووزارة الأمن، بلغت قيمتها أكثر من خمسين مليون دولار.وفي عام 2012، زوّدت الشركة سلاح الجو الإسرائيلي بأنظمة عالية الأداء لتحليل البيانات العملياتية الحساسة. وفي عام 2013 أطلقت نظاماً جديداً لإدارة المال واللوجستيات لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وهو نظام سحابي يتيح التحكّم بالموازنات والعمليات اللوجستية داخل الجهاز الاستخباراتي. وفي عام 2015، جرى تجديد شامل لاتفاقيات التراخيص والصيانة مع جيش الاحتلال، مع تقديم الدعم الاستراتيجي للأجهزة الأمنية المختلفة، إضافة إلى أعمال واسعة للشركة مع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.وبين عامي 2023 و2024، تبرّعت «Oracle» بأكثر من سبعة أطنان من المعدّات اللوجستية للوحدات العسكرية الإسرائيلية التي شاركت في القتال داخل غزة، وتشمل مناظير تلسكوبية، ومعدّات حماية، ومصابيح، وملابس ميدانية، وبحسب المصادر، تجاوزت قيمة هذه التبرّعات نصف مليون دولار. ويشكّل هذا دعماً مباشراً للقوات المقاتلة خارج نطاق البيع التجاري، علماً أن المديرة التنفيذية للشركة صفرا كاتس، وهي من أصول إسرائيلية، لها علاقات وثيقة بالمؤسسة السياسية الإسرائيلية.
تنشر «الأخبار» شهادات خمسة ضباط وعناصر من وحدات مختلفة، جرى التحقّق منها عبر مطابقة الأحداث ومراجعة وثائق داعمة، تروي كيفية انهيار منظومة الجيش والأمن السوريّتين بين 27 تشرين الثاني و8 كانون الأول 2024.مروة جردي-بين 27 تشرين الثاني و8 كانون الأول 2024، انهارت منظومة الجيش والأمن السوريّتين على امتداد خطّ جغرافي يمتدّ من إدلب شمالاً إلى دمشق واللاذقية غرباً. في غضون أحد عشر يوماً فقط، تراجعت القوات الحكومية من دون أوامر، وتفكّكت مراكز القيادة، وغادر ضبّاطٌ كبار مواقعهم ثمّ البلاد برمّتها، تاركين وحداتهم بلا توجيه وبلا غطاء. في هذا التقرير، تنشر «الأخبار» شهادات خمسة ضباط وعناصر من وحدات مختلفة، جرى التحقّق منها عبر مطابقة الأحداث ومراجعة وثائق داعمة.«ما بعرف»… العبارة التي كشفت فراغ القصريروي ضابط في قوات «الحرس الجمهوري»، في حديثه إلى «الأخبار»، أنّ اللحظة المفصلية لم تُسجَّل على خطوط إدلب، بل قبل ذلك بأيام، حين تعرّض مركز قيادة في البادية لهجوم كثيف بالمسيّرات. استطاعت المجموعة المتمركزة هناك الصمود لوقت، إلا أنّ الضربات كانت أكبر من قدرتها على صدّها، ما دفع الضباط إلى طلب تمديدات وتعزيزات لم تأتِ أبداً. وعند المطالبة بقرار واضح بالانسحاب أو التثبيت أو إعادة التموضع لمنع وقوع الوحدة في حصار، كان الجواب الوحيد الذي وصل من رئيس الحرس الجمهوري، غسان طراف: «ما بعرف».تلك العبارة، كما يقول الضابط، شكّلت «دليلاً» على أنّ رئيس الحرس «لم يتلقَّ تعليمات من القصر الجمهوري»، خلافاً لما جرت عليه العادة. ويضيف: «عندما لا يعرف رئيس الحرس، فهذا يعني أنّ القصر نفسه لا يجيب، أو أنّ هناك مشكلة تتعلّق بالرئيس»، موضحاً أنّ «الحرس الجمهوري يتواصل مباشرة مع رئيس الجمهورية، فيما تتواصل الفرقة الرابعة في الجيش مع شقيقه ماهر الأسد، بينما تتبع باقي الوحدات التسلسل الهرمي عبر رئاسة الأركان ووزارة الدفاع».ومع بدء ما سُمّيت معركة «ردع العدوان» التي أعلنتها «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة أخرى في الشمال، بقيت وحدات «الحرس» في مواقعها في سراقب في شمال البلاد من دون أيّ توجيه تنفيذي، وذلك بحسب الضابط نفسه الذي يشير إلى أنّ التعليمات اقتصرت حينها على «تعزيز التحصين»، بينما كانت المسيّرات والمدفعية تضرب من مسافات «غير معهودة». وفي ظلّ نقص الإمدادات وانقطاع جزء من الاتصالات بفعل التشويش، بدأت أولى الانسحابات، والتي كانت «استنسابية» نتيجة «تأخّر» صدور القرار من قائد الفوج، بعدما قال له العميد طراف: «قدّر الوضع وخود قرار»، وهو ما مثّل آخر تواصل عبر أجهزة «التيترا» قبل التشويش عليها، وليُترك الأمر من بعدها لتقديرات القادة الميدانيين. وهكذا، انسحبت الوحدات في اتجاه جبل الأربعين، حيث «تكدّست مجموعات من ألوية مختلفة من دون قيادة موحّدة أو غطاء جوّي؛ إذ لم يُسجّل أي تحليق للطيران السوري بينما توقّف الطيران الروسي عن تحليقه فوق حلب».ووسط هذه الفوضى، يشير الضابط إلى أنّ الأمر وصل إلى حدّ «الوقوع في اشتباك مع قوات صديقة»، وذلك «إثر رصد تقدّم لقوات من إحدى النقاط أسفل الجبل، لم تكن معروفة المصدر». ويضيف أنه «لم يصل أي دعم، ولم يظهر أي قائد من الصف الأول يتولّى زمام المبادرة، بانتظار وصول قائد الفرقة 25 سهيل الحسن المعروف باسم «النمر»». وبعد خمسة أيام من المكوث في القمة التي تضمّ مقاماً دينياً، «وصل أمر مقتضب عبر الهاتف من العميد طراف، بالانسحاب إلى مصياف»، بحسب الضابط نفسه، الذي يلفت إلى أنه «في أثناء هذا الانسحاب، تعرّضت قواتنا عند المرور بحماه، لإطلاق نار كثيف، قُتل على إثره قائد الفوج».ويتابع: «بعد ثلاثة أيام قضيناها في مصياف كنقطة تجمّع حديثة، صدرت أوامر جديدة إلى قادة الكتائب والأفواج بالتوجّه إلى دمشق». وعند وصول المجموعة إلى مركز قيادة الحرس في العاصمة ليل السادس من كانون الأول، كان المبنى «فارغاً تماماً؛ لم يكن العميد طراف موجوداً، ولم يردّ على اتصالاتنا. وعند الاستفسار، جاء الجواب: روحوا ع بيوتكم… لا تسألوا شي». ويختم الضابط شهادته بالإشارة إلى مقتل قائده في أثناء التراجع في اتجاه ريف حماه، قائلاً: «رحل قبل أن يشهد الانهيار الكامل للقيادة. الجيش الذي عرفناه لم يعُد موجوداً».من حلب إلى حمص: «سأحذف هذه الأيام من حياتي»يروي ملازم شارك في الانسحاب من حلب وإدلب إلى حمص، في حديثه إلى «الأخبار»، أنّ «بدء الانهيار لم يكن مع دخول القوات المهاجمة، بل مع انسحاب القوات الروسية من مقرّها في معصران؛ تسبّب ذلك في انكشاف قواتنا أمام ضربات الطيران المسيّر، فتكدّست الإصابات، وبدأت الوحدات بالتراجع نحو طريق M5 تحت الضباب والقصف المتواصل». حينها، بدأ الجنود يسمعون عبارة واحدة من ضباطهم المباشرين: «ادخلوا… ولا تخافوا»، بحسب الملازم نفسه، الذي يشير إلى أنّ «الاشتباكات دارت من دون أي خطة واضحة للتعامل مع المهاجمين».ويضيف أنه مع تواصل التراجع نحو معرة النعمان وخان شيخون، ثم دوار السباهي عند مدخل حماة الشمالي، «كانت التساؤلات تتكاثر بيننا في ظلّ غياب بعض القيادات»، مستدركاً بأنه «مع انعدام الأوامر، بتنا نراقب تحرّكات وحدات الحرس الجمهوري ونقلّدها، لعلمنا بارتباطها المباشر بالقصر». لاحقاً، تجمّعت القوة، وفقاً للملازم، في مصياف في ريف حماه، قرب وحدات من الحرس، استعداداً للتحرّك نحو حمص. لكن مع انتقال قادة الكتائب والأفواج في الحرس إلى دمشق، «بدت الشائعات أسرع من أي غرفة عمليات، وسرت الأحاديث عن احتمال سقوط العاصمة».تتقاطع الشهادات الخمس عند نقطة واحدة: غياب القرار لا غياب القدرةوبالفعل، كانت القوات المهاجمة قد دخلت أحياء واسعة من حمص «من دون أي مواجهة حقيقية». وبحلول الساعة الثالثة فجراً، غادر آخر القادة الميدانيين، فيما «لم أستطع ترك نقطتي. بقيت داخل الدبابة مع خمسة عناصر آثروا البقاء معي. لم نشتبك، لكننا لم نغادر» بحسب الملازم نفسه. وفي صباح الثامن من كانون الأول، «وصل أهالٍ من قرية مجاورة إلى الدبابة، وأخبرونا أن نترك كل شيء ونغادر لأنّ النظام قد سقط». ومن دون وسائل نقل، قرّر الملازم التوجّه سيراً على الأقدام إلى اللاذقية؛ وعلى أوتوستراد حمص - طرطوس، «أوقفتني مجموعات مسلّحة وصادرت سلاحي وهوّيتي» بحسب ما يقول، مضيفاً أنّ «المشهد كان مربكاً… جثث عسكريين على جانبَي الطريق. لن أخبر أولادي بشيء، لأنني أنا نفسي لا أعلم حتى اليوم ماذا حدث».نكتة حمصية: من «الوضع ممتاز» إلى سقوط المدينةبخلاف مناطق إدلب وحلب، بقيت الاتصالات في حمص تعمل حتى اللحظة الأخيرة. «لم يحدث أي تشويش»، يقول النقيب الذي تحدّث إلى «الأخبار» عن أيام خدمته الأخيرة قرب الكلية الحربية، لافتاً إلى أنّ «الاستثناء الوحيد» تعلّق بعربة دفاع جوّي من نوع «شيلكا» أُرسلت إلى ريف حماة وانقطع الاتصال بها فور وصولها، ما يؤكّد أنّ «عمليات التشويش كانت مركّزة في حلب وحماة». ومع ذلك، يرى النقيب أنّ المشكلة «لم تكن تقنية بل قيادية؛ فقائد كتيبتي اختفى قبل أسبوع، وقائد الفوج القريب منّا - على بعد كيلومترين -، لم يصدر أي أوامر في أثناء أحد عشر يوماً».ومع حلول 7 كانون الأول، شاهد النقيب من موقعه طوابير آليات عسكرية تهرب نحو دمشق والساحل. يقول: «جهّزت درّاجة نارية لاستخدامها في الفرار إذا لزم الأمر». لكن عندما اتصل به صديق في الكلّيات العسكرية قائلاً: «نحنا انسحبنا… ما ضل حدا بحمص غيركم»، توجّه النقيب إلى قائد كتيبته وأبلغه بنيّته المغادرة، فجاء الردّ من الأخير: «اذهب. لكن أنت تتحمّل مسؤولية نفسك».وفيما لم يَصدر أيّ أمر رسمي، غادر الجميع، وبقي النقيب وحده حتى دخلت القوات المهاجمة وأمرتْه بـ«تسليم سلاحه والمغادرة». يستعيد العسكري، ضاحكاً، نقاشاً دار مع قائد كتيبته بعد أن قابله مجدّداً إبّان سقوط النظام: «قال لي إنه حاول الاتصال بفرع الجوّية لتقديم شكوى ضدّي، إلا أنه علم من أحد العساكر أنّ الفرع نفسه كان قد انسحب».المخابرات العسكرية: الإخلاء والفراغ القياديقبل 15 يوماً من عملية «ردع العدوان»، تلقّت شعبة المخابرات العسكرية تقريراً حسّاساً من مصدر مدني مرتبط بها، تضمّن خرائط دقيقة وإحداثيات وتقديرات للقوات المشاركة، بحسب أحد عناصر تلك الشعبة الذي تحدّث إلى «الأخبار»، لافتاً إلى وجود «ضباط أجانب» وكتيبة مسيّرات من نوع «الشاهين» التي استُخدمت آنذاك للمرة الأولى. لكنّ التقرير رُفِع بصيغة روتينية إلى هيئة الأركان، ثم إلى الوحدات، مرفقاً بتنبيه عام: «يرجى أخذ الحيطة والحذر»، وذلك وفقاً للعنصر الذي يستدرك بأنّ «التقرير يُكتب ويُراجع، ثم يُرسل بالبريد… يحتاج يومين. كنا أمام هجوم فعلي، لكنّ القرار بقي ورقياً».وفي 7 كانون الأول، تلقّى الضابط المسؤول أمراً محدّداً يقضي بـ«ترك أبواب إدارة السجلّات العسكرية مفتوحة، بما فيها من وثائق حسّاسة، من مثل ملفات الضباط وصولاً إلى سجلّات الهوّيات»، طبقاً للعنصر نفسه، الذي يضيف أنّ «الأمن العسكري هو الجهاز الوحيد الذي بقي في مقرّاته حتى الرابعة والنصف فجر اليوم التالي، حتى غادر العميد المسؤول أخيراً، قائلاً: استروا ما شفتوا… ما عدت بقدر ساوي شي». ويشرح الشاهد أنّ الانهيار التنظيمي في الساعات الأخيرة أدّى إلى أن يصبح العميد المذكور، وهو «أقدم ضابط متبقٍّ»، هو من يدير الفرع، في حين لم يبقَ معه سوى ثلاثة ضباط أصغر رتبة.إشارات الانسحاب المبكر: إجلاء عائلات الضباطمنذ الرابع من كانون الأول، شهد مطار المزة العسكري «حركة غير طبيعية»، كما يقول ضابط هندسة سابق في المطار في حديثه إلى «الأخبار»، لافتاً إلى أنّ «عمليات إجلاء لعائلات ضباط كبار إلى الساحل، جرت عبر طائرات متّجهة إلى حميميم، تحت إشراف مباشر من رئيس المخابرات الجوّية، اللواء خليل قحطان، من دون إصدار أي بروتوكول عسكري معلن أو أوامر استثنائية، أو تعميمات تشرح أسباب الحركة تلك». ويضيف «لم يكن الأمر يشبه أيّ إجراء أمني احترازي. بدا واضحاً أنّ هناك من يعرف أنّ شيئاً كبيراً قادماً، وأنّ الإخلاء يجري لفئة محدّدة».لاحقاً، تبيّن أنّ قحطان نفسه غادر البلاد في الثامن من كانون الأول على متن طائرة خاصة، متّجهاً إلى حميميم ثم موسكو، وفق ما أكّدته صحيفة «نيويورك تايمز». ومع الغياب الكامل للقيادة العليا، قرّر الضابط المهندس في المطار، ورفيقاه، «المغادرة إلى قراهم من دون تلقّي أوامر رسمية»، كما يفيد به، متابعاً: «كنا نعتقد أننا سنحاسَب. لكن عندما يَهرب مَن هم فوقنا، لا يبقى جيش نحاسَب أمامه».تتقاطع كلّ الشهادات المتقدّمة عند نقطة واحدة: غياب القرار لا غياب القدرة؛ فالجيش كان لا يزال موجوداً، والسلاح ظلّ متوفّراً، لكنّ القيادة لم تكن هناك. وإذ لم تُسجّل حالات عصيان أو انشقاق منظّم طوال الأيام الأحد عشر، فقد بدا الأمر أقرب إلى انسحاب متوافَق عليه بين رفاق السلاح، بعدما تُرك الضباط والجنود من دون توجيه. وهكذا، أصبحت الفوضى المنظمة هي القاعدة، والسقوط الحتمي هو النتيجة، خصوصاً عقب مدّة طويلة من التآكل وفقدان الثقة، اللذين جعلا الدولة قابلة للفرط في أثناء أيام معدودة فحسب.
الأخبار:استضافة السفير الإسرائيلي على منصة لبنانية تُعدّ محاولة ناعمة لاختراق الوعي وقلب الرواية. الخطاب الهادئ يلمّع صورة الاحتلال ويُعيد توزيع الأدوار بين القاتل والضحية، في عملية أنسنة مقصودة للعدو وتغيير للذاكرة الجماعية تمهيداً لمرحلة ما بعد التطبيع.توفيق خوري-استضافة السفير الإسرائيلي على منصة لبنانية تُعدّ محاولة ناعمة لاختراق الوعي وقلب الرواية. الخطاب الهادئ يلمّع صورة الاحتلال ويُعيد توزيع الأدوار بين القاتل والضحية، في عملية أنسنة مقصودة للعدو وتغيير للذاكرة الجماعية تمهيداً لمرحلة ما بعد التطبيع. أما السلطات المعنية، فتغط في سبات عميق، إن أحسنّا النوايا!من منصّة إعلامية ولدت في أتون حرب الإسناد، وقد دأبت-ولا تزال- على ضخ الرواية الإسرائيلية اسمها «زمن بيروت» (Beirut Time)، إلى منصةٍ أخرى تفسح المجال لإسرائيل لـ «مخاطبة» اللبنانيين مباشرةً اسمها «هنا بيروت» (This is (Beirut... تبدو العاصمة اللبنانية محاصرةً بالزمان وبالمكان من عدوٍّ عجز عن احتلالها.• بورنوغرافيا الخيانةتتبددّ علامات التعجب التي أثارها صمت وزير الإعلام السابق زياد المكاري إبان الحرب ومعه الوزير الحالي بول مرقص بعد «خطاب» (هراء) السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل ليتر المبثوثة على منصة «هنا بيروت» التابعة لأنطون الصحناوي. ههنا تنكشف الحقيقة بجلاء: إنّ الإسرائيليّ «يأخذ» في السلم ما لم «يأخذه» في الحرب.مَن كان يتخيّل أنّ يتكلم سفير صهيوني على الهواء مع اللبنانيين، وبدعوةٍ من لبنانيين، عبر منصة تحمل اسم بيروت؟ كل ذلك يحصل ووزارة الإعلام تغرق في سباتٍ عميق، لكنّ هسيساً ما يشي بأنّ المسألة تتجاوز الغفلة إلى... شيء من التواطؤ؟ هناك من يجب أن يخضع للمساءلة حتى لا «نحكم على النوايا».الفيديو المعنون «رسالة سلام إلى اللبنانيين» الذي أعدته حنين غدار مع الصهيوني يحيئيل ليتر هو ما لا يجب أن تشاهده. إنه بورنوغرافيا الخيانة: صفاقةٌ تبلغ حدّ الفحش. اعتداء صارخٌ على الوعي، قاتل أطفال يتكلم عن السلام، «يتواصل» بالحكي لا بالقنابل، هذا اغتصاب للّغة، شالوم!• الاحتلال الناعم لن يمرّمن واشنطن، خرج سفير إسرائيل بصورة «الإنسان الرصين الجاد»، وراءه مكتبة متقشفة، وعلى بزّته إشارة التضامن والسلام. يا سلام! معه أيضاً معدّة «مطيعة» مثل «أنكل توم»، أدت «خدمتها» بنجاح؛ انتقت أرشيفاً بصرياً للدمار الذي خلّفته الحرب، وشغلته كلّما تطرّق السفير إلى الحديث عن المقاومة. هكذا انقلبت الحقيقة رأساً على عقب، وصرنا أمام دعاية كاذبة يُعاد عبرها ترتيب الأدوار: غدا القاتل هو المخلّص، والمقاوم هو المخرب. إنه ولوج قسري إلى الوعي، وانتهاك للذاكرة، وإعادة تشكيل المعاني، ولأنه هنا بيروت حقاً، فهذا الاحتلال الناعم لا يمرّ.في الشكل: نحن إزاء مشهد مصاغ بعناية. يحيئيل ليتر: وجهٌ هادئ، ملامح ساكنة، ونبرة رقيقة لا يقطعها سوى اندفاعة «ودّية» حين يتحمس ويلوّح بيديه. يتصرّف كأنه الأدرى بمصلحة اللبناني. يقول له ماذا يفعل بأسلوب غير رسمي أقرب إلى «خوش بوش».يُقدَّم السفير العجوز إذن بصورة «الجدّ الحكيم»، «الطيّب» والمخضرم الذي «يخاطب» حفيده الضالّ. في اللغة: لا يطلّ علينا يحيئيل مهدداً ومطلقاً أوامر «اخلوا منازلكم» بل على العكس، لغته الهادئة تلمّع مبادرته: يمد يد السلام مع اللبنانيين، عدوه هو عدوهم، وإن «مصلحة مشتركة» بينه وبين لبنان يحول أمامها هذا العدو، ولا بد من تجاوزها عبر تحقيق وعد «إبراهيمي» يحقق مستقبلاً خلّاباً يجمع لبنان مع كيانه.• أنسنة العدويحيئيل الذي تحوّل فجأة إلى مايكل على محطة «إل. بي. سي» التي نقلت جزءاً من رسالته- ومايكل قد يكون واحداً منّا يا برو، فيما يحيئيل سيبقى غريباً مهما بدا وديعاً ومسالماً جداً- هو الجد الخبيث الماكر.استضافته على منبر «هنا بيروت» مصيدة لغويّة وبصريّة: أنسنة العدوّ وجعله مألوفاً، وتقديم الصهيوني على هيئة رجلٍ عاقل، لطيف، يمنح النصائح ولا يلوّح بالقنابل. استضافته تطرح سؤالاً لا يمكن القفز فوقه: ماذا نال المضيف مقابل هذه ضيافته؟إنها نقلة نوعية أقدمت عليها «هنا بيروت»... شالوم! طفرة البودكاست والمنصات عائمة ومتفشية مثل جائحة، وقد مرّ أمامنا الكثير من فصول الخيانة على منابر مماثلة، ولكننا لم نشهد خطوة بهذا الحجم ولا بهذا الشكل: استضافة سفير الكيان في واشنطن ليخاطب... اللبنانيين.الظاهر أنّ أنطون الصحناوي، صاحب «هنا بيروت»، قد حسم موقعه بالفعل، وأعلن انتماءه المطلق كجندي في خدمة كيان قتلة الأطفال.اعتاد الصحناوي أن يدعو أورتاغوس إلى مطعمه في الجميزة للعشاء بعد أن تنهي تصفيفة شعرها وتخرج من صالون المندلق. قدّم دعماً مالياً لأوبرا أميركية إسرائيلية من أموال المودعين، وها هو يريد اليوم أنّ يشكّل بيروت على صورة إسرائيلية تشبهه.ليس رسم يحيئيل بهيئة «الإنسان الرصين والودود»، تلميع صورته، وإفساح المجال لهذا العجوز الماكر حتى يخاطب اللبنانيين واعداً إياهم بمستقبل ورديّ، دعوة إلى التطبيع، وطبعاً هذا ليس تطبيعاً كونه تجاوزه؛ إنه ما بعد ــ التطبيع، يعني إسرائيل تتكلم باللبناني.سفير إسرائيل يطلّ في «هنا بيروت» بضيافة أنطون الصحناوي. هي قصة رجل لبناني تحكي عن رجلٍ «حارب الاحتلال الإيراني» طويلاً، ونجح في تنصيب نفسه كمطواع للاحتلال الإسرائيلي في لبنان.
الشرق الأوسط السعودية:تل أبيب: نظير مجلي-في ليلة ممطرة من ليالي نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، وبينما كانت رام الله تئنّ تحت هجوم لقوات الجيش الإسرائيلي في قلب المدينة، وعلى بُعد أمتار من مقرّ الرئاسة، جلس مسؤول فلسطيني مبتسماً بمرارة، ليقول: «لست راغباً في الحديث عن فلسطين، ولا في إعادة ترديد شعارات عن إسرائيل كدولة استعمارية لا تعرف الحدود. ما أريده الآن هو أن أتحدث عن سوريا».يرى المسؤول الفلسطيني أن سوريا باتت أكبر مثال على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يريد سلاماً حقيقياً فحسب، بل إنه لا يريد جيراناً لدولته أيضاً، خصوصاً بعد أن اتخذت القيادة السياسية الجديدة في دمشق موقفاً صريحاً بأنها لا تريد الحرب ولا العداء تجاه إسرائيل، التي تقوم رغم ذلك بانتهاك حرمة الشام بتنفيذ عمليات عسكرية شديدة الفظاظة.كان المسؤول الفلسطيني يحاول إثبات أن الحكومة الإسرائيلية عدوانية ليس فقط تجاه الشعب الفلسطيني، بل ضد العالم العربي أيضاً، قائلاً: «إذا كانت حركة (حماس) قد شنت حرباً على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، و(حزب الله) بادر إلى قصف إسرائيل، و(الحوثيون) انضموا إلى (حرب الإسناد) التي دعت إليها إيران وقدمت لها الدعم والتشجيع... فإن سوريا في المقابل اختارت البقاء خارج الصورة، بل أكثر من ذلك».«لا تهديد لإسرائيل»مع وصولها إلى دمشق بعد نجاح عمليات «ردع العدوان»، كشفت القيادة السورية الجديدة عن نواياها بأنها «لا تُشكّل أي تهديد لأي دولة مجاورة بما فيها إسرائيل»، ولا سيما أن سقوط نظام بشار الأسد وانكسار المحور الإيراني في أهم موقع استراتيجي له في المنطقة، كانا من المفترض أن يُشكّلا نقطة لتلاقي المصالح بين إسرائيل وسوريا.يقول المسؤول الفلسطيني: «أخشى أن الإسرائيليين نسوا هذه الحقائق؛ لأن أرض سوريا لم تعد مرتعاً للميليشيات الإيرانية».الحال، أن الولايات المتحدة وتركيا وأذربيجان عرضت التوسط لمحادثات بين الطرفين، وأبدت الاستعداد لإبرام اتفاق على تفاهمات أمنية تجعل الحدود بين الطرفين آمنة.وحتى عندما تذمّرت إسرائيل من المحادثات غير المباشرة، وافقت سوريا على إجراء لقاءات مباشرة. وبالفعل، عُقدت ستة لقاءات بمشاركة وزير الخارجية أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.وفق مصادر إسرائيلية، فإن دمشق مستعدة للتعامل بمرونة في سبيل التوصل إلى اتفاقيات كبيرة، فهي مستعدة لإبرام اتفاق سلام شامل مع إسرائيل، بشرط استعادة جميع أراضيها المحتلة من عامَي 1967 و2024، لكنها مستعدة لدراسة اقتراحات وسطية، مثل تأجير الجولان لمدة تصل إلى 15 سنة، أو التوجّه إلى اتفاق على تفاهمات أمنية تعود إسرائيل في إطارها إلى حدود 1974.وتصل استعدادات دمشق أيضاً، وفقاً للمصادر، إلى الانضمام إلى «الاتفاقيات الإبراهيمية»، ما يعني عملياً أن النظام السوري يمدّ يد السلام لإسرائيل، في خطوة غير مسبوقة، لكنها لحظة سياسية فارقة تتمناها إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948.اجتياح وغاراتلكن كيف تصرفت إسرائيل في المقابل؟ لقد اختارت طريق التهديد؛ إذ تفيد الوقائع بأنه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، وقبل أن تلتقط القيادة الجديدة في دمشق أنفاسها، شنّت إسرائيل نحو 500 غارة حربية على المطارات العسكرية وقواعد الجيش، وحطمت 85 بالمائة من قدراتها الدفاعية. واحتلت إسرائيل أرضاً بمساحة 450 كيلومتراً مربعاً، تمتد من قمم جبل الشيخ حتى محافظة درعا بعمق يزيد على 7 كيلومترات، ونفذت عمليات اجتياح بري في عمق يصل إلى 20 كيلومتراً، وأقامت 9 مواقع عسكرية في قلب الأراضي السورية.وساهمت إسرائيل أيضاً في تأجيج صراع داخلي بذريعة «حماية الحلفاء الدروز وإحقاق حقوقهم»، رغم أن المواطنين الدروز في إسرائيل يعانون من التمييز العنصري من كل حكومات إسرائيل. وراحت إسرائيل تشكك في نوايا القيادة الجديدة في دمشق بحجة ارتباطات قديمة تعود إلى «جبهة النصرة»، في حين أن مستشفيات ميدانية تابعة للجيش الإسرائيلي، أو مستشفيات في صفد وحيفا وتل أبيب، كانت قد استقبلت خلال السنوات الماضية عديد الجرحى من «جبهة النصرة»، وقدمت لهم العلاج.مَن يوقف نتنياهو؟كشف الإسرائيليون في الأيام الأخيرة أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد «وبّخ» إسرائيل ورئيس حكومتها على مقاربتها السياسية مع سوريا الجديدة، وطالبها بإحداث تغيير جوهري مع هذا البلد.وكان من الواضح أن ترمب اختار طريقاً إيجابياً مع القيادة الجديدة في دمشق، بناء على طلب المملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان، ويرى في المقابل أن إسرائيل «ترتكب خطأ وحماقة في تعاملها في هذه الجبهة»، وفي هذه الحالة يميل كثيرون إلى الاعتقاد بأن البيت الأبيض تحت قيادة ترمب هو الوحيد القادر على كبح جماح نتنياهو ضد سوريا. لكن، حتى نرى تأثيراً حقيقياً على الأرض، ثمة من يطرح أسئلة عن «الرسالة التي تقدمها إسرائيل لمحيطها الإقليمي بتعاملها هذا مع سوريا؟».
الأنباء الكويتية:السفير الأميركي ميشال عيسى تحدث من وزارة الخارجية بعد لقائه الوزير يوسف رجي، فقال عن محادثات «الميكانيزم»: «لا أعرف لماذا الجميع قال إن المحادثات الأولى كانت مهمة جدا، لأنها كانت أقرب إلى كسر الجليد ولم نكن ننتظر السلام من الاجتماع الأول. ولكن كان من المهم لقاء الأطراف وفي المستقبل يمكن لكل طرف أن يأتي بما يريد إلى الطاولة ويقدمه وحينها تصبح الأمور أكثر جدية».وعن وقف إسرائيل اعتداءاتها بالتزامن مع المفاوضات، قال عيسى: «أكدت إسرائيل أنها ستبدأ المفاوضات مع لبنان، لكن هذا لا يعني وقف ما تقوم به».
غارات إسرائيلية استهدفت وادي رومين وأطراف جباع منذ قليل
يقوم وفد من حزب الله بزيارة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد خلال الأيام المقبلة، في إطار لقاء مخصص لمناقشة جملة من القرارات الصادرة عن المصرف المركزي والتي يرى الحزب أنها لا تخدم المصلحة العامة، ويجب التراجع عنها أو تعديلها بما ينسجم مع مقتضياتها.ويأتي ذلك تحديداً على خلفية القرار الصادر عن هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان بتاريخ 21 أيار 2025، والقاضي بوضع إشارات حجز على عقارات عدد من اللبنانيين الذين سبق أن فرضت عليهم عقوبات مالية من قبل وزارة الخزانة الأميركية. وبحسب مقاربة الحزب، فإن هذا القرار يمس بصلاحيات القضاء اللبناني ويشكّل تجاوزاً للأطر القانونية المعمول بها.كما يعتبر الحزب أن وضع إشارات على أملاك لبنانيين بذريعة الاشتباه أو بناءً على تصنيف سياسي، إضافة إلى إقفال حسابات مصرفية لأشخاص لا يواجهون أي مشكلة قانونية سوى انتمائهم إلى بيئة اجتماعية معيّنة، هو أمر غير قانوني ويستوجب المعالجة السريعة وفق الأصول.
يستبعد مصدر طرابلسي بارز عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان لخوض معركة الانتخابات النيابية المقبلة في ظل انعدام أي مؤشر خارجي على تغيير ما في توجهات السياسية السعودية تجاه الحريري، لافتاً إلى غياب أي حركة سياسية وإنتخابية غير تقليدية لتيار المستقبل في المدينة توحي بعكس ذلك.
شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في اجتماع مع رؤساء البرلمانات لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مؤكدا التزام روسيا ببذل كل جهد لتعزيز المنظمة خلال ولايتها المقبلة.واجتمع بوتين مع المسؤولين البرلمانيين رفيعي المستوى من بيلاروس وطاجيكستان وكازاخستان وقرغيزستان، الذين حضروا إلى العاصمة الروسية للمشاركة في الاجتماع العام الثامن عشر المشترك للجمعية البرلمانية للمنظمة.وأعلن الرئيس الروسي: «في العام المقبل، كما تعلمون، تنتقل رئاسة منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى الاتحاد الروسي. سنقوم بكل ما يتعلق بتعزيز المنظمة، بلا شك».وأضاف:« أن هذا العمل سيكون استمرارا للإنجازات التي حققتها قرغيزستان خلال رئاستها للمنظمة في العام الحالي.كما أوضح بوتين أن الاستمرارية ستشمل جميع المجالات الرئيسية، قائلا: »هذا يعني تعزيز دفاعنا، وتنسيق سياساتنا في مجال النشاط العسكري وفي مجال التعاون العسكري التقني".
قال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بأن المرحلة الأولى من خطة السلام الأميركية في غزة شارفت على الانتهاء، موضحا أن المرحلة التالية ستركز على تجريد «حماس» من السلاح ونزعه بالكامل من القطاع.وقال نتنياهو في كلمة ألقاها مساء اليوم في الكنيست الإسرائيلي: «نحن على وشك انتهاء المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب، وسنركز الآن على مهمة نزع سلاح غزة وتجريد حماس منه».وزعم ان «حماس تخرق اتفاق وقف إطلاق النار ولن نسمح لعناصرها بإعادة التسلح وتهديدنا من جديد وسيكون ذلك بطريقة سهلة أو بالطريقة الصعبة».وأشار نتنياهو إلى أن« جهود حكومته مستمرة لاستعادة رفات آخر أسير إسرائيلي من القطاع».
كتب الصحافي الاقتصادي منير يونس عبر حسابه على «أكس»:لن تحلم المصارف بصيغة أنسب من مشروع قانون الفجوة المالية المطروح اليوم.القصّ الحقيقي يبدأ من جلد المودعين: يُقتطع ما يصل إلى ٤٠٪ من ودائعهم تحت عناوين «ودائع غير مشروعة»، «غير مؤهلة» و«فوائد فاحشة»، ويُقسَّط ما يتبقّى لهم على فترات تمتد بين ٤ و٢٠ سنة، وكأنّ المودع هو من خطّط للخسائر ونفّذها.في الوقت نفسه، يُلقى العبء الأكبر على المال العام: جزءٌ اساسي منه يُغطّى ممّا تبقّى في مصرف لبنان (الذهب؟) ، والجزء الآخر من أموال ستدفعها الدولة من جيوب الناس اليوم وغداً، أي من ضرائبهم وخدماتهم ومستقبلهم.أمّا المصارف، فتكاد تخرج من تحت أنقاض الانهيار شبه سالمة:لا تدقيقاً جنائياً في حساباتها،ولا كشفاً حقيقياً لتعاملاتها وهندساتها الملتبسة مع مصرف لبنان،ولا تحمّل المصارف مسؤولية الودائع إلا بالحدّ الأدنى، الذي لا يتجاوز ٢٠-٢٥٪ وعلى مدى سنوات طويلة، مع إمكان احتفاظها بجزء من رساميلها أو حتى بمعظمها.لن يُجبَر المصرفيون على إعادة الأموال التي هرّبوها إلى الخارج،وسيُكتفى منهم بغرامة متواضعة تُلمَّع تحت مسمّى «ضريبة» رمزية.لن تُمسّ توزيعات الأرباح ولا البونصات بالمليارات التي جنتها الإدارات قبل ٢٠١٩، ولن يدخل أيٌّ منهم السجن.باختصار، يُدلَّل أصحاب المصارف وهم اللوبي الأقوى في البلاد على الإطلاق تحت الشعار المعروف بديماغوجيته: «لا اقتصاد بلا مصارف»…ولو كان الثمن اقتصاداً بلا مودعين ومالاً عاماً منتهكاً!!!إنها دولة البنكرجية لو تعلمون!
كتب النائب السابق إدي معلوف عبر صفحته على منصّة «أكس»:برسم كل بطريرك ومطران ورئيس رهبنة ودير وكاهن، يلّي منحترم ومنجلّ،ويلّي وقت نجلس معن بقلولنا؛وقفوا سجالات بين المسيحيين، خلصونا من الهجمات المتبادلة...شو مفروض نعمل وقت نسمع مسؤول بحزب مسيحي عم يحكي بهل منطق عن زعيم لتيار طويل عريض؟بكل محبة نورونا!
بالفيديو - احذروا كلام جعجع!
دوّن رئيس لجنة الإقتصاد الوطني النائب فريد البستاني على حسابه على منصّة «X»« إنّ ما تنامى الينا وما نشر في الصحافة والإعلام من تفاصيل حول » مشروع قانون الإنتظام المالي وإسترداد الودائع« الذي تنوي الحكومة تقديمه لا يبشّر بالخير، فإذا كانت هذه التسريبات صحيحة وتمّ نشرها لجسّ النبض، فإننا ننصح الحكومة بعدم المضي قدماً بهذا القانون لأنه سوف يستجلب عليها معارضة شديدة ولن يمرّ واذا كانت هذه التسريبات ليست صحيحة فنصيحتي للحكومة هي بنفيها نفياً قاطعاً.إن الإنتظام المالي وإعادة الثقة لا يمرّان الّا عبر قانون واضح وصريح يتضمّن إعادة كلّ اموال المودعين وبعملة الحساب وبدون شطب أي مبلغ منها خلال فترة لا تتجاوز الخمس سنوات ويتضمّن ايضاً إعادة هيكلة المصارف وإعادة رسملتها، وهكذا يتم ايقاف إقتصاد الكاش وكلّ ما عدا ذلك يبقى تضييغ للوقت والفرص.»
اشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى إن «القادة الأوروبيين يمتلكون »الكثير من الأوراق في أيديهم«، في ما يتعلق بالتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.ونقلت صحيفة »إندبندنت« عن ماكرون قوله: »لدينا الكثير من الأوراق في أيدينا"، وكان الرئيس الفرنسي قد أكد سابقا أنه سيواصل التنسيق مع فلاديمير زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اجتماعهم المقرر يوم الاثنين في لندن، وذلك في ضوء المفاوضات الأخيرة بين كييف وواشنطن.
كشفت الـOTV، استنادًا إلى مصادر أمنية، في تقرير سبق أن أعدّته، عن اعترافات لرئيسة عصابة اتّجار بالبشر اتهمت فيها المختار بتقاضي مبالغ مالية تراوحت بين 600 و800 دولار مقابل تزوير كل وثيقة ولادة.وأضاف التقرير أنّ المختار (د.ص.) لم يعترف في التحقيقات السابقة بما نُسب إليه، كما أنّه تغيّب لاحقًا عن جلسة تحقيق أخرى كانت مقرّرة.وأوضحت المصادر أنّ توقيف المختار من قبل مديرية أمن الدولة جاء تنفيذًا لـ مذكرة توقيف غيابية صادرة بحقه.