تبقى ازمات لبنان وتستمر
newsare.net
مرةً كلَّ اربع سنوات، يترقب اللبنانيون نتائج الانتخابات الاميركية، آملين في انعكاسها ايجاباً على الواقع المحلي، في ضوء الازمات المتتالية عتبقى ازمات لبنان وتستمر
مرةً كلَّ اربع سنوات، يترقب اللبنانيون نتائج الانتخابات الاميركية، آملين في انعكاسها ايجاباً على الواقع المحلي، في ضوء الازمات المتتالية على مرِّ العقود.يأتي رؤساء ويذهب رؤساء، ويعود رؤساء، ولكن تبقى ازمات لبنان وتستمر، وتتنقل من السياسة الى الحرب مروراً بالاقتصاد والمال، ويدفع ثمنها اللبنانيون من حياتهم وجنى أعمارهم وأرزاقهم، ويموتون شهداء وضحايا، وتتحطم بيوتهم، ويهاجرون، ومن يبقى على ارض الوطن، ينتظر الفرج… ويردد: “بكرا بتنحل”.قبل اربع سنوات، انتظر لبنانيون كثر رحيل دونالد ترامب عن البيت الابيض، “بركي بتفرج”. وفي ساعات الليلة الماضية، وصولاً الى الصباح، ترقبَ لبنانيون كثر عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض، “بركي بتنحل”.غير ان الفرج والحل ممكنان بلا تعويل على اي عامل خارجي. إذ يكفي اليوم مثلاً، ان يتنادى اللبنانيون الى تشاور في ما بينهم للتوافق على رئيس ضمن مهلة معينة. فإذا نجحوا، كان به. وإذ فشلوا، ما الذي يمنع الدعوة الى جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للبلاد بدورات متتالية، بحيث لا تُرفع قبل تصاعد الدخان الابيض من مدخنة المجلس؟ومتى انتُخب الرئيس، ما الذي يمنع من المسارعة وفق الدستور الى تسمية رئيس جديد للحكومة، وان يتم التشكيل ومنح الثقة، فيتحقق الخلاص عندها من الفراغ الرئاسي اولاً، ومن حكومة تخرق الدستور ثانياً، خصوصاً أنها غير حائزة على ثقة المجلس النيابي الحالي، بل تمارس السلطة استناداً الى ثقة مجلس انتهت ولايتُه قبل اكثر من عامين. ومتى تشكلت الحكومة، ما الذي يمنع تعاونها مع مجلس النواب، بحيث يقوم بدوره كسلطة تشريعية بسنّ القوانين الاصلاحية المطلوبة، وتمارس الحكومة صلاحياتها الاجرائية لاخراج لبنان من الازمة، وقبلها من الحرب؟قد يقول البعض ان ما سبق تبسيط لما يعانيه لبنان من مشاكل بنيوية رافقت نشوء كيانه قبل مئة واربعة اعوام.غير ان المتابع لمجريات الانتخابات الاميركية في الساعات الاخيرة، والمطلع على تركيبة المجتمع الاميركي وتعقيداته، لا يسعه الا ان يستنتج ان الواقع اللبناني اسهل بكثير، متى عُقِد العزم وتوافرت الارادة.في اميركا ديموقراطية ناجحة ودولة عظيمة. أما في لبنان، فديموقراطية شكلية ودولة فاشلة. الاميركيون هم سبب نجاح ديموقراطيتهم وعظمة دولتهم. أما ممارسات بعض اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، وولاءاتُهم الى هنا وهناك على مر التاريخ، فأصل البلاء، واساس المأساة، ومن هنا المدخل الى كل فرج وحل. Read more