جهود إيرانية - عراقية مكثّفة لإنهاء التصعيد: هجوم الشمال يتعثّر على أبواب حماه
newsare.net
الأخبار: علاء حلبي- لم يخرج الاجتماع الذي عُقد في «مجلس الأمن» حول سوريا، بطلب من دمشق، عن المألوف، في ظلّ الانقسام الكبير والمستمر بين أعضاء اجهود إيرانية - عراقية مكثّفة لإنهاء التصعيد: هجوم الشمال يتعثّر على أبواب حماه
الأخبار: علاء حلبي- لم يخرج الاجتماع الذي عُقد في «مجلس الأمن» حول سوريا، بطلب من دمشق، عن المألوف، في ظلّ الانقسام الكبير والمستمر بين أعضاء المجلس، حول قضايا عديدة، من بينها القضية السورية. وبالرغم من إجماع الحاضرين على تصنيف «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام – فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا) على لوائح الإرهاب، شهدت الجلسة مراوغة أميركية بريطانية للتهرب من إدانة الهجوم الذي تعرّضت له حلب، والذي تتعرّض له حماة، في وقت تبلور فيه موقف عربي واضح في المجلس، عبر الالتفاف حول دمشق، وإدانة هذه الهجمات. ومن جهته، أكّد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، في كلمته، أن الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا مهّدت الطريق للهجوم الإرهابي، مضيفاً أن هذا الأخير «لم يكن من الممكن تنفيذه من دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك»، مشيراً إلى تزامنه «مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية، وتكثيف الدعم الخارجي لهم، بما في ذلك العتاد الحربي والأسلحة الثقيلة والعربات والطائرات المُسيّرة وتقنيات الاتصال الحديثة وتأمين خطوط الإمداد العسكري واللوجستي». كما أكّد أن الهجوم «انتهاك سافر لقرارات الأمم المتحدة ولاتفاقيات خفض التصعيد التي أقرّها مسار أستانا، والذي يؤكد الالتزامَ بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، ومواصلة العمل على مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «الضامن التركي لم يف بالتزاماته تجاهها». وفي المقابل، جزم الضحاك بأن سوريا ماضية في ممارسة حقها السيادي في محاربة الإرهاب «بكل قوة وحزم»، وأنها ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات للدفاع عن المواطنين، وإعادة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. أما مندوب لبنان، هادي هاشم، الذي قرأ البيان الموقّع باسم «المجموعة العربية» في المجلس، فدان الهجمات، مؤكداً دعم «المجموعة» للحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، ورفضها أي تدخلات خارجية في شؤون سوريا، داعياً إلى «تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، واحترام سيادة ووحدة واستقرار وسلامة الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره». وبحسب هاشم، شدّدت «المجموعة العربية» على ضرورة دعم جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أنحاء سوريا، والحدّ من المعاناة وتكثيف الجهود لخفض التصعيد وتجنّب إراقة الدماء، والعودة إلى الحلول الدبلوماسية والسياسية التي تحقق للشعب السوري أمنه وازدهاره، وتوفّر الظروف لعودة السوريين إلى وطنهم. ودعا المندوب اللبناني إلى «تغليب لغة العقل والابتعاد عن الأجندات الخارجية، وإلى انسحاب كل الأطراف الخارجية المتواجدة بشكل غير شرعي، وصبّ الجهود نحو تحقيق الحل السياسي بقيادة وملكية سوريتين ومن دون تدخل خارجي، بما يتماشى مع القرار 2254، ويحقق لسوريا سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وأمن مواطنيها». لم تسفر الجهود المستمرة، حتى الآن، ببلورة موقف تركي أقل تعنتاً وبينما كان مجلس الأمن يفشل في الخروج بتوافق واضح، في ظل محاولة الولايات المتحدة وحلفائها استثمار الظروف المستجدة في الميدان، وتوظيفها سياسياً باعتبارها تمثّل فشلاً لروسيا، التي تلعب دوراً كبيراً في مسار حلحلة الأزمة السورية، تابعت طهران وبغداد جهودهما لوضع حد لهذه الظروف عبر المسارات السياسية، مكثّفتَين الاتصالات مع الأطراف المعنية، وعلى رأسها أنقرة، التي قدّمت الدعم للجماعات المسلحة في هجماتها. وفي هذا السياق، يزور وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، العاصمة العراقية غداً الجمعة، لإجراء مشاورات مع الحكومة العراقية، في زيارة تُعتبر الثالثة للوزير الإيراني ربطاً بتطورات سوريا، علماً أن الأولى كانت إلى دمشق، والثانية إلى أنقرة، التي أكّد لها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، من جهته، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث في سوريا. وفيما تنتظر الأطراف الضامنة لمسار «أستانا» (روسيا وإيران وتركيا) عقد اجتماع يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلين، أعلن عراقجي عزمه زيارة موسكو لتوسيع دائرة النقاش حول سبل مكافحة الإرهاب في سوريا. كذلك، من المنتظر أن تُعقد جلسة طارئة على المستوى الوزاري في «جامعة الدول العربية» الأحد المقبل، بطلب من دمشق. ومع ذلك، يبدو أن الجهود السياسية العراقية والإيرانية المستمرة، لم تسفر حتى الآن عن تليين الموقف التركي، في ظل إصرار أنقرة على المضي قدماً في الميدان، الأمر الذي يظهر من خلال استمرار الهجمات المكثّفة على أطراف حماة، في محاولة لتحقيق أي اختراق فيها. ويأتي هذا في وقت يتابع فيه الجيش السوري التصدي لهذه الهجمات، التي تتزامن مع موجات ضغط إعلامية غير مسبوقة، لليوم الثالث على التوالي، أملاً في تكرار سيناريو حلب، الذي لعب فيه الإعلام دوراً كبيراً في سقوطها، وفق مصادر ميدانية. وبدورها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان، إن «وحدات من قواتنا المسلحة المنتشرة على طول محاور الاشتباك في ريف حماة الشمالي تخوض معارك ضارية في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لما يسمى هيئة تحرير الشام»، لافتة إلى أن «قواتنا تقوم باستهداف تجمعات الإرهابيين في العمق وأرتالهم على جميع محاور التحرك عبر نيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك، موقعة في صفوفهم ما لا يقل عن ثلاثمئة قتيل بينهم جنسيات أجنبية، إضافة إلى إسقاط وتدمير أكثر من خمس وعشرين طائرة مُسيّرة». وفي السياق نفسه، أشارت مصادر ميدانية، في حديثها إلى «الأخبار»، إلى «حدوث موجات من الهجمات المتزامنة على محاور عدة، أعنفها كان من الجهة الشرقية، بعد تسلل مسلحين إلى منطقة السعن، قبل أن تتمكن قوات الجيش السوري من سد هذه الثغرة». وفي حلب، التي بدأت «هيئة تحرير الشام» تتفرد بالتحكم بها، بعد طرد مجموعات تابعة لـ«الجيش الوطني» شاركت في الهجوم، ظهر زعيم «الهيئة»، أبو محمد الجولاني قرب قلعة حلب، معلناً التفكير في حل «الهيئة»، وتأسيس «هيئة حكم انتقالي» لإدارة شؤون المدينة، في محاولة للالتفاف على حقيقة خلفية جماعته المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، والبحث عن غطاء لإحكام قبضته على العاصمة الاقتصادية للبلاد. ويأتي ذلك في وقت تحيط فيه بحلب حالة من الضبابية في ظل الانقطاعات المتواترة في الاتصالات، وتفرّد جهات إعلامية موالية للجولاني بنقل الأحداث من داخلها. Read more