٧ أيار ٢٠٠٥: لم تكن نهاية منفى بل بداية حرّية - سامر الرز
newsare.net
في مثل هذا اليوم من العام ٢٠٠٧، لم تكن المناسبة فقط عودة الجنرال ميشال عون من المنفى، بل كان الوطن، بكلّ معانيه، يعود إلى ذاته. كان يومًا مفصلي٧ أيار ٢٠٠٥: لم تكن نهاية منفى بل بداية حرّية - سامر الرز
في مثل هذا اليوم من العام ٢٠٠٧، لم تكن المناسبة فقط عودة الجنرال ميشال عون من المنفى، بل كان الوطن، بكلّ معانيه، يعود إلى ذاته. كان يومًا مفصليًّا في ذاكرة اللبنانيّين، ويومًا غنيًّا بالدلالات الوطنيّة والسياديّة، ويومًا استثنائيًّا اختصر سنوات النضال، والحرمان، والانتظار. طُبِع تاريخ هذا اليوم بعودة الشرعيّة المتمثّلة برجل استثنائيّ في وجه أشباه الرجال، هؤلاء من تصرّفوا بالسلطة كأنّها غنيمة، لا مسؤوليّة. هؤلاء من اعتبروا الدولة استثناءً مؤقتًا، وألبسوها شعار “شرعيّ، ضروريّ، ومؤقّت” لتبرير مصادرتهم للشرعيّة، وكسرهم القرار، وإذلالهم للكرامة الوطنيّة. عودة عرّاب قانون محاسبة سوريا كموقف، كمشروع، كرفض للخضوع. عودة من واجه النظام الأمني اللبنانيّ–السوريّ المشترك حين كان الصمت مصلحة، والانبطاح طريقًا إلى المناصب. عودة الجنرال إلى حضن الوطن، في وقتٍ كان فيه كُثُر في حضن الوصاية، لا كلاجئين سياسيين بل كشركاء في السيطرة، والنهب، والهيمنة. هم من استفادوا من الاحتلال في السياسة، والمال، والإدارة، ويفاجئوننا اليوم برفع راية السيادة كذبًا وتزويرًا. عاد الجنرال عودة رجل لا تكسره الصعاب. عاد بمسار بنى عليه في التسعينات ليكمله في ال ٢٠٠٥ بإطلاق عنوان « التّحرّر أصعب من التّحرير» بمشروع كانت بدايته بناء الدولة.في 7 أيار، لم يُطوَ فقط ملف المنفى، بل فُتح باب الأمل وحريّة واستقلاليّة القرار والسيادة.في ذلك اليوم، لم تُفتح أبواب المطار فقط، بل فُتحت أبواب الذاكرة، الوجدان، والقلوب التي اشتاقت إلى ساحات النضال. وعدُنا الدائم له بأن نحفظ العهد، وأن نبقى أوفياء للمسيرة، وألّا نتعب، وألّا نتراجع أونساوم.فمن عاد في ٧ أيار، لم يعد ليأخذ بل ليعطي، ليؤسّس لا ليستثمر، لينقذ لا ليُغرِق، لتقدّم الدّولة لا لتراجعها.واليوم، وبعد ٢٠ سنة من تلك العودة، يبقى السؤال:هل لا نزال أوفياء لروح 7 أيار؟هل لا نزال مستعدّين للدفاع عن السيادة كما دافعنا عن التحرير؟هل نبني الدولة كما حلمنا بها، أم نتهاوى أمام الحسابات الصغيرة؟الكثيرون لا يزالون ويجدّدون العهد عند كلّ استحقاق وعسى أن يلاقينا الآخرون. ٧ أيار لم ينتهِ… فمع كلّ ٧ أيار بداية جديدة.سامر الرز. Read more