الهدنة في غزة هشة؛ فالاحتلال يواصل القصف وإطلاق النار في مناطق عدة، ما يرفع عدد الشهداء ويؤكد أن الحرب لم تنتهِ فعلياً على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار. يدلّل السلوك الإسرائيلي في الميدان على أن جيش الاحتلال يتعاطى مع حرب لا تزال قائمة، إذ تشهد مناطق قطاع غزة كافة طلعات جوية متقطّعة للطيران الحربي والمُسيّر، في حين تنشط وسائط المدفعية في المناطق التي تتجاوز الخط الأصفر الذي يقضم نحو 58% من مساحة القطاع. وعليه، فإن الأهالي، وخصوصاً في مناطق الشمال والجنوب، يعيشون يومياً ظروف استمرار الحرب، وإن بشكل نسبي. وعلى تبّة مفترق الزهراء المقابل لحي الشجاعية، مثلاً، يظهر موقع الـ77 التابع لجيش الاحتلال والذي يعتلي جبل المنطار. وتتعرّض تلك المناطق التي تقود إلى شارع الوحدة وقلب البلدة القديمة في مدينة غزة، لنيران قناصة بشكل مستمر. وحين وصلت «الأخبار» إلى المكان، وحاولت لقاء عائلات تسعى إلى الوصول إلى منازلها في حي الشجاعية، سُمع صوت ارتطام الرصاص بجدار قريب جداً. ويقول عمر أبو هين، وهو أحد سكان الحي، بينما كان منشغلاً بنصب خيمة على التبّة المطلة على الشجاعية: «يمنعنا جيش الاحتلال من الوصول إلى منازلنا على الرغم من أنها لا تقع في داخل مناطق الخط الأصفر. خط الانسحاب أكذوبة يستخدمها جيش الاحتلال لإطلاق الرصاص على الأهالي الذين يعودون لتفقّد منازلهم. وتزعم بيانات الجيش دائماً أن المدنيين الذين يُقتلون يومياً، شكّلوا تهديداً لقواته المتحصّنة وراء السواتر الترابية والمواقع الحصينة». ومساء أمس، أطلقت وسائط المدفعية نيرانها على سيارة كانت تقلّ نازحين عائدين إلى منازلهم في حي الزيتون. وأفاد جهاز الدفاع المدني بأن سيارة كانت تقلّ نحو 10 نازحين تعرّضت لقصف بقذائف من الدبابات، فيما بقي مصير الجرحى والمصابين مجهولاً. وفي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، أطلقت طائرة مُسيّرة صاروخاً في اتجاه مواطنَين حاولا الوصول إلى منزلهما، زعم جيش الاحتلال في بيان أنهما يتبعان لـ»كتائب القسام»، وكانا في مهمة تفقّد لنفق قريب من تواجد قوات الجيش. ورفعت هذه الخروقات المتكرّرة، عدد الشهداء منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قبل نحو أسبوع، إلى 28 شهيداً، فضلاً عن العشرات من المصابين. وفي شمال القطاع، يتكرّر المشهد ذاته، حيث تسيطر طائرات «الكوادكابتر» بالنار على مساحات واسعة من مخيم جباليا وأحياء تل الزعتر والسكة والسلاطين والعطاطرة وكامل مدينة بيت حانون وبيت لاهيا. وهناك، تحصل بشكل يومي حوادث إطلاق نار وقذائف مدفعية في مدى يتجاوز خط الانسحاب المُفترض. ويأتي ذلك في وقت تتخذ فيه حكومة الاحتلال من ملف جثامين الأسرى المفقودة ذريعة للتهديد اليومي بوقف المساعدات والتنصّل من الاتفاق، على الرغم من أن المقاومة بدأت بخطوات علنية للبحث عن جثمان أحد القتلى في مدينة خانيونس، بحضور منظّمة الصليب الأحمر ووسائل إعلام محلية ودولية. وأعلنت المقاومة العثور على جثمان أحد الرهائن، الذي سُلّم منتصف ليل أول من أمس، في حين أكّدت حركة «حماس»، في تصريحات صحافية، أنها أبلغت الوسطاء بأن عملية البحث عن الرهائن في مدينة غزة ستستغرق وقتاً طويلاً، وذلك لأن العدوان الإسرائيلي تسبّب في دمار كبير غيّر ملامح المدينة وطمس أبنيتها. وقالت الحركة إن الوسطاء تفهّموا الظروف القائمة. ولكنّ قادة المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية واصلوا التلويح بالعودة إلى الحرب في حال لم تف «حماس» بالتزاماتها وفق بنود «خطة ترامب»، بما فيها إعادة الرهائن ونزع السلاح. ويعني ذلك، أننا إزاء اتفاق هش مليء بثغرات قد تسمح بتفجيره في أي لحظة. وينعكس هذا المُعطى في تعاطي الأهالي في غزة، الذين لم يصدّقوا حتى اللحظة بأن الحرب انتهت إلى غير رجعة، إذ تشهد العودة إلى مدينة غزة تباطؤاً، دلّ عليه تقدير أعداد العائدين إلى المدينة خلال الأسبوع الماضي، بأقلّ من 400 ألف.
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تحقيق استقصائي مطوّل، تفاصيل اللحظات الأخيرة لهروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعدد من أفراد دائرته الضيقة من البلاد أواخر عام 2024. وبحسب التحقيق، فقد بدأت عملية الفرار السرية بعد منتصف ليلة الثامن من كانون الأول 2024، حين تجمّع عشرات من كبار المسؤولين السوريين في مدخل المطار العسكري في دمشق، يحملون حقائب مليئة بالنقود والمجوهرات، وملامحهم يخيّم عليها الذعر، بعدما انهار النظام الذي كانوا حتى ساعات قليلة يشكّلون عموده الفقري. من بين الفارين برزت أسماء قحطان خليل مدير المخابرات الجوية، ووزيري الدفاع السابقين علي عباس وعلي أيوب، ورئيس هيئة الأركان عبد الكريم إبراهيم، وجميعهم متهمون بجرائم واسعة النطاق من تعذيب وقتل واغتصاب بحق المدنيين. وبحسب الصحيفة، بقي كبار مساعدي الأسد في القصر الجمهوري معتقدين أنه يعدّ خطة دفاع مشتركة مع الروس والإيرانيين. لكن مع حلول منتصف الليل، تبيّن أن الأسد اختفى، بعدما نُقل سراً بموكب روسي إلى قاعدة حميميم الساحلية برفقة ابنه واثنين من مستشاريه الماليين. ومع انتشار الخبر، بدأ سباق الهروب الكبير. مسؤول رفيع اتصل بعائلته قائلاً: «لقد رحل، احزموا الحقائب فوراً». وشقّت قوافل من السيارات الفارهة الطريق نحو الساحل، بينما تولّت السفارة الروسية إيواء مسؤولين وتأمين ممرّات آمنة، وفرّ آخرون إلى الفيلات الساحلية أو عبر زوارق فاخرة. صور الأقمار الصناعية رصدت إقلاع طائرة روسية من طراز «ياك–40» من دمشق عند الساعة 1:30 فجراً نحو قاعدة حميميم. ووفق شهود عيان، شهدت القاعدة فوضى غير مسبوقة، حيث شوهد ضباط يرمون بزّاتهم العسكرية ومسؤولون يحملون حقائب مليئة بالذهب، بينما مستشارون روس يشرفون على عمليات الإجلاء نحو موسكو. ووصل ما لا يقل عن 5 مسؤولين بارزين إلى العاصمة الروسية في تلك الليلة، بينما لجأ آخرون إلى الفيلات المحمية في الساحل السوري. في المقابل، ظل آلاف من عناصر المخابرات داخل مقارهم غير مدركين أن قياداتهم قد فرّت وتركَتهم. وتشير الصحيفة إلى أن حسام لوقا، أحد أبرز وجوه التعذيب النظامي، طمأن رجاله حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن يهرب بعدما استولى على 1.36 مليون دولار من خزينة الجهاز، ويعتقد أنه وصل لاحقاً إلى روسيا. أما كمال الحسن، رئيس شعبة المخابرات العسكرية، فقد أصيب أثناء محاولته الهرب، قبل أن تؤمّن له السفارة الروسية ممراً خارج البلاد، حيث التحق بـعلي مملوك، المعروف بـ«الصندوق الأسود» للنظام. منذ سقوط النظام، تتبّع فريق الصحيفة مصير 55 مسؤولاً من أبرز وجوه الحكم والعسكر، الواردة أسماؤهم في قوائم العقوبات الدولية. وتشير المعلومات إلى أن الأسد يقيم اليوم في روسيا بعيداً عن معظم رجاله، بينما يعيش شقيقه ماهر الأسد حياة بذخ في موسكو. كما ظهر العميد غياث دلا في لبنان وهو ينسّق مع شخصيات من النظام المخلوع لتنفيذ عمليات تخريبية. في حين بقي عمر الأرمنازي، مهندس برنامج الأسلحة الكيماوية، في دمشق من دون أن يُمسّ. وتكشف الصحيفة أن عدداً من المسؤولين حصلوا قبل سقوط النظام على جوازات سفر حقيقية بأسماء مزوّرة، استُخدمت لاحقاً لشراء جنسيات في جزر الكاريبي عبر الاستثمار العقاري. ووفق مازن درويش، فإن «هؤلاء اشتروا هويات جديدة ليفلتوا من الملاحقة». التحقيق يشير إلى أن الجنرال بسام حسن، المتهم بالهجمات الكيميائية وخطف الصحافي الأميركي أوستن تايس، نجا من الاعتقال مصادفة أثناء هروبه. فبعد أن فرّ بثلاث سيارات محمّلة بالأموال، تعرضت إحدى السيارات للسلب قرب حمص من دون أن يعرف المسلحون أن الهدف كان في السيارة التالية. لاحقاً، وصل حسن إلى لبنان ثم إيران، قبل أن يعود إلى بيروت حيث يعيش بهويّة بديلة ويتحرك بأمان ورفاهية، حتى أنه شوهد في مقاهي العاصمة، بحسب المصادر. بالنسبة لآلاف السوريين الذين انتظروا سقوط النظام على أمل المحاسبة، ترى الصحيفة أن العدالة ما زالت بعيدة المنال. ومع أن الحكومة الحالية برئاسة أحمد الشرع تتعهد بالتحرك القضائي، إلا أن الانقسامات الدولية حول الملف السوري تجعل إنشاء محكمة دولية أمراً صعباً. وتختم «نيويورك تايمز» تحقيقها بالقول إن كبار رجال النظام السابق يعيشون حياة مرفهة في المنفى، بينما يبقى الضحايا عالقين بين الذاكرة والانتظار.
تعدُّ العلاقة المتوترة بين ابني شحيم، النائب بلال عبد الله والنائب السابق محمد الحجار، من أوضح الشواهد على سوء علاقة تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة إقليم الخروب. هذا التوتر يظهر في تنافس الرجلين على تبني «الإنجازات الإنمائية»، وهو ما حصل أخيراً بعدما نشر الحجار مضمون اتصال تلقاه من المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بالتكليف، ربيع خليفة، أبلغه فيه مصادقة وزير الطاقة والمياه جو صدي على دفتر شروط جر مياه آبار بسري إلى خزان التوزيع في بسابا. ليقوم عبد الله بعد ثلاثة أيام بكتابة منشور على صفحته يعلن فيه الانتهاء من التجهيزات لبدء تنفيذ مشروع جر مياه آبار بسري. يجري ذلك فيما يُنتظر حسم الرئيس سعد الحريري لمشاركة تيار المستقبل في الانتخابات المقبلة. وفي هذا السياق، يشير البعض أن اسم مرشحه في إقليم الخروب سيُعلن قريباً بعدما تمّ تبليغه رسمياً بالأمر، لكن من دون حسم أمر التحالف مع النائب تيمور جنبلاط من عدمه.
طوني عيسى - ما يجري اليوم في الجنوب ليس مجرد ضربات إسرائيلية لأهداف في الجنوب ومناطق أخرى في الداخل اللبناني وسيطرة على نقاط حدودية معينة، بل هو سيناريو متكامل، يمهّد لإعادة ترسيم المناطق وفق معايير جغرافية ـ أمنية جديدة، من الحدود حتى مجرى الليطاني بالتأكيد، وحتى الأوّلي على الأرجح. فجنوب لبنان لن يبقى هو نفسه عندما سينتهي الغليان الحالي، وطبيعي أن يتغيّر معه لبنان كله. العارفون يعبّرون هذه الأيام عن مخاوفهم من انزلاق لبنان إلى خسارة سيادته الفعلية على المناطق الواقعة في جنوب خط الليطاني، بحيث تبقى له هناك سيادة صوَرية تشبه سيادة سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني على الضفة الغربية. بل إن هذا الواقع قد يتدرّج ليتجاوز الليطاني ويصل إلى مجرى الأولي، أي يشمل صيدا، ولكن بمستوى أدنى من التحكّم.يخشى العارفون أن تفاوض إسرائيل على ترتيبات أمنية مع لبنان، تنتهي بتقسيم الجنوب إلى 3 مناطق أمنية، وفقاً لمصالحها:ـ المنطقة (أ) تمتد بضعة كيلومترات من الحدود، وتكون بمثابة منطقة عازلة، لا سكان فيها عملياً ولا إعمار للقرى. ويطرح الأميركيون بناء «منطقة ترامب الاقتصادية» هناك. وهذه المنطقة لا يكون فيها حضور فعلي للسلطة اللبنانية، بل سيطرة كاملة للقوة المتعددة الجنسيات الأوروبية والأميركية الآتية بعد رحيل قوات «اليونيفيل» في غضون عام. وقبل يومين، مهّد كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط إدوارد الغرين لهذا الطرح، عارضاً نشر أبراج المراقبة البريطانية على حدود الجنوب كما هي منشورة على الحدود الشرقية مع سوريا.ـ المنطقة (ب) تمتد من حدود المنطقة العازلة إلى مجرى نهر الليطاني، وفيها يعود الأهالي إلى قراهم، لكن حدود السلطة اللبنانية هناك تبقى ضيّقة، لأن النفوذ الحقيقي يكون للقوة المتعددة الجنسيات.ـ المنطقة (ج) تقع بين الليطاني ومجرى نهر الأولي، وفيها تمارس السلطة اللبنانية مقداراً واسعاً من النفوذ والتحكّم. ولكن، على الأرجح، سيكون محظوراً وجود سلاح ثقيل فيها، أو تحليق مقاتلات من سلاح الجو اللبناني (إذا وُجد) فوقها.هذه القراءة قد تكون صادمة للبعض، لكنها كانت متداولة بقوة في أوساط عدد من الخبراء والعارفين منذ سنوات طويلة، وقد عاد تداولها بعد الحرب الأخيرة. فمسار التطورات الحالي قد يتيح لإسرائيل فرصة فرضها بالقوة.وهذا السيناريو لا يعني احتلالاً إسرائيلياً شاملاً للجنوب أو لجزء منه، لكنه في الواقع يجرّد الدولة اللبنانية هناك من وظائفها السيادية في شكل متدرّج. والهدف هو إزاحة «حزب الله» عن الحدود في شكل نهائي ومضمون، وإبعاد صواريخه أو أي سلاح ثقيل يمكن أن يقع في يديه، أقصى ما يمكن. وقد قامت إسرائيل بتدمير كل القرى المتاخمة للحدود، وهي تصرّ بشكل متزايد على إحباط أي استعدادات لبنانية لإعادة الإعمار (الضربات العنيفة في المصيلح وأنصار في غضون بضعة أيام). ويبدو أنّها تحظى بتواطؤ ضمني أو صمت من جانب القوى الدولية التي قرّرت إزالة مظلة «اليونيفيل»، فمدّدت ولايتها للمرّة الأخيرة حتى نهاية 2026 ضمن خطة انسحاب تدريجي، ما يعني نهاية القرار 1701 الذي يشكّل ورقة قوة في يد لبنان، ولو أنّه لم يُنفّذ منه الشق المتعلق بسلاح «حزب الله». وستخلف «اليونيفيل» قوة متعددة الجنسيات، بتفويض صارم ومهمّات مراقبة مباشرة، ما يضمن نزع السلاح وإخلاء المنطقة الحدودية المدعومة بأبراج مراقبة بريطانية. وهذا ما يترجم تنازلاً إضافياً عن السيادة اللبنانية.اليوم، يحاول رئيس الجمهورية تجنّب انزلاق لبنان إلى هذه الخسارة المريعة، من خلال إعلان التزام الدولة خطة نزع السلاح والتفاوض. لكن إسرائيل ليست مقتنعة لا بهذه ولا بتلك. وهي عبّرت عن عدم اقتناعها، بعد اجتماع «اليونيفيل»، عندما قامت بتصعيدها العسكري في شكل لافت.وفي النهاية، هي تعرف أنّ لبنان الرسمي لا يستطيع الخروج عن خيارات «حزب الله» إلّا في شكل طفيف. ولذلك، هو يغطي ضعفه بالمناورات السياسية. فرئيس الجمهورية يوحي بـ«الاستعداد للتفاوض»، لكن «حزب الله» يرفض أي مفاوضات سياسية مباشرة أو رفيعة المستوى مع إسرائيل. وبالنسبة إليه، أي مفاوضات سياسية مباشرة حالياً تعني الاعتراف بالهزيمة أو التنازل عن السلاح تحت الضغط. وهذا الرفض يُبقي على الخيار العسكري قائماً، ويفتح الباب أمام استمرار إسرائيل في تنفيذ الضربات وتوسيعها.إذاً، جنوب لبنان يتّجه نحو واقع جديد، هو نتاج ثلاثة عوامل متقاطعة: الضغط العسكري الإسرائيلي المفتوح، التفكّك السياسي والطائفي في الداخل اللبناني، وتراجع المظلة الدولية بسقوط القرار 1701 كاملاً، مع انتهاء دور «اليونيفيل». وإذا لم ينجح مسار «الميكانيزم»، بقيادتها الأميركية التي ارتفع مستواها برئاسة الموفدة مورغان أورتاغوس لها، وتعذّر إجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل وإيقاف الضربات، وإذا بقي «حزب الله» رافضاً تسليم السلاح، فالمسار الذي سيتّجه إليه الجنوب هو الالتحاق بنماذج أخرى أمنية، لجهة قيام منطقة عازلة وحظر السلاح الثقيل والطيران الحربي في الأجواء، وإبقاء الهيمنة الإسرائيلية قائمة، ولو مِن بُعد، وبنسب متفاوتة.يعني هذا الكلام، أنّ الجنوب كله سيكون تحت السيادة اللبنانية نظرياً، ولكنه منزوع السلاح بنسب معينة، ومُراقب ليلَ نهار إسرائيلياً، بدعم أطلسي، ما يعني فعلياً خسارة الدولة اللبنانية جزءاً كبيراً من وظيفتها السيادية هناك. وللتذكير، هذا السيناريو هو الذي تفضّله إسرائيل، وهي تعتمده أو تضغط لاعتماده أيضاً في الضفة الغربية وغزة كما في جنوب سوريا.
استبعد مصدر سياسي بارز دخول مستجدات سياسية وشيكاً على ملف التفاوض. وأكّد لـ«الجمهورية»، «انّ الوقت الراهن متروك للطيران الحربي الإسرائيلي الذي سينفّذ بنك أهداف واسعاً لمنشآت صناعية، يعتبر العدو أنّها تساعد «حزب الله» في استعادة عافيته من جهة، ومن جهة أخرى يوجّه رسالة للدولة مفادها أنّ الأمر لإسرائيل بإعادة الإعمار». وكشف المصدر «انّ لبنان أصبح يستعد لمزيد من هذه الهجمات، مقابل مناخ عربي ودولي يعزز دعم الجيش اللبناني ويشجعه على الإمساك بزمام الأمور، وقد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت قبل استئناف التفاوض». وفي سياق متصل، توقفت مصادر سياسية بتمعن عند ما أعلنه الأميركيون في البيان الصادر عن اجتماع لجنة مراقبة وقف النار، قبل يومين، وجاء فيه، أنّهم يقدّرون استمرار «الشركاء» اللبنانيين في بذل الجهود في سياق السعي إلى نزع سلاح «حزب الله». فالبعض اعتبر أنّ هذا الكلام يطمئن إلى أنّ واشنطن «راضية» على نهج لبنان الرسمي، وأنّها ليست في صدد الوقوف إلى جانب إسرائيل إذا قرّرت القيام بأي اعتداء جديد. إلّا أنّ المصادر السياسية عبّرت عن انطباع مختلف، وأبدت قلقها في هذا المجال، وقالت لـ«الجمهورية»، إنّ أبرز دليل إلى مخاوفها هو قيام إسرائيل بتنفيذ ضربات عنيفة لأهداف مدنية في بلدة أنصار، بعد قليل من صدور بيان لجنة «الميكانيزم». وبالتأكيد، وضعت إسرائيل الجانب الأميركي في الصورة قبل ذلك. وفي أي حال، لم يُظهر الأميركيون أي ردّ فعل تجاه الضربات الإسرائيلية، ما يعني قبولهم بها.
تمجيد قبيسي - أظهرت اعترافات عدد من الموقوفين، إلى جانب خلاصات تحقيقات موسعة، وجود نشاط منظم لشبكات دعارة وإتجار بالبشر، في الشرق الأوسط، وضمناً لبنان، تنسّق مباشرة مع شبكات مماثلة في شرق أوروبا والبلقان، بما يحولها إلى مافيا دولية. مصادر رفيعة في الأمن العام اللبناني أوضحت لـ«الأخبار»، أن هذه العصابات تعتمد أساليب احتيالية لاستدراج الضحايا، إذ تُغرِّر بفتيات من قرى وأرياف فقيرة في مولدوفا وبلغاريا وصربيا وغيرها، عبر وعود كاذبة بوظائف مُجزِية في الشرق الأوسط. وما إن تصل الفتيات إلى وجهتهن، حتى يُزجّ بهن قسراً في شبكات دعارة، بعد الاعتداء عليهن جنسياً بشكل متكرر، بهدف كسرهن نفسياً. ثم يتمّ إجبارهن على تعاطي المخدرات للسيطرة عليهن نفسياً وجسدياً، إضافةً إلى تهديدهن بإلحاق الأذى بعائلاتهن في أوروبا في حال هروبهن أو اللجوء إلى الأجهزة الأمنية.استغلال لثغرات قانونية وتستغل هذه الشبكات ثغرات قانونية للنفاذ إلى «السوق» في لبنان، إذ يتم استقدام الفتيات من شرق أوروبا والبلقان عبر تأشيرة «فنانة»، ويتم تنظيم عقود عمل لهن مع نوادٍ ليلية كبرى «Super Night Clubs»، ليتم تسجيلهن في نقابة الفنانات تحت مسمى «فتاة استعراض». إلّا أن المسمى الوظيفي ليس سوى غطاء قانوني لممارستهن الدعارة مع الزبائن، مع العلم أن بعضهن يعملن بكامل إرادتهن، ولكن الغالبية بالإجبار، بعد الاستدراج والإخضاع. ويشار إلى وجود أساليب أخرى غير تنظيم عقود العمل، ولكن هذا الأسلوب هو الأكثر شيوعاً. ورغم أن القانون اللبناني لا يُجيز الدعارة رسمياً، إلّا أن الأمن العام يُجري فحوصات طبية دورية للفتيات (الفنانات) للتأكد من أنهن لا يحملن مرض «الأيدز». ويرسل دوريات بانتظام إلى النوادي الليلية للرقابة. ويشترط أن يقتصر دوام الفتيات على الفترة الليلية التي تنتهي في الخامسة صباحاً، ما يمنع خروجهن مع الزبائن خلال ساعات العمل. فتتم المواعدة خلال النهار خارج النادي لصعوبة ضبط الأمر. اللافت أن وزارة السياحة، وفقاً لمصدر مطلع، كانت «تعترض على مداهمات الأجهزة الأمنية أو توقيف شبكات الدعارة، لاعتبارها أنها تلحق الضرر بالسياحة، في لبنان، الذي يُعدُّ وجهةً للدعارة الجنسية».شبكة مقرها فندق في بيروت وشهد الشهر الفائت سلسلة مداهمات أسفرت عن ختم أربعة فنادق بالشمع الأحمر، وإقفال ثلاثة مراكز تدليك. وأبرز هذه العمليات التي نفذها مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية حصلت في السابع من الشهر الماضي، واستهدفت شبكة دعارة داخل فندق في بيروت، وأوقف خلالها 18 فتاة من جنسيات متعددة، بينها: التركية والفنزويلية والروسية والأوزبكية والطاجيكية والمولدوفية، إضافة إلى مدير الفندق وموظف الاستقبال. ووفقاً لمعلومات «الأخبار»، فإن هذه الشبكة تُصنّف ضمن أكثر الشبكات شهرةً ونفوذاً وتقاضياً للأجر في هذا الوسط. إذ تتقاضى الفتاة 400 دولار للساعة الواحدة عند الخروج، و200 دولار داخل الفندق الذي يُعدّ مقراً أساسياً للشبكة، فيما تتيح للزبائن الدفع عبر العملات الرقمية، مع العلم أن للشبكة قناة خاصة على تطبيق «تيليغرام»، تُعرض صور الفتيات عليها. وتبيّن أن الفتيات في هذه الشبكة عملن سابقاً في دول عربية وأجنبية ضمن شبكة دولية تنشط في منطقة الشرق الأوسط، ويقع فرعها الثاني في السعودية. وهي تدار من أشخاص خارج لبنان، بالتنسيق مع شركاء محليين. وكانت الفتيات موزعات في السابق على ثلاثة فنادق في العاصمة أيضاً، قبل أن يُحصر نشاطهن في الفندق الذي جرت مداهمته. كذلك كشف مصدر في أمن الدولة عن توقيف ح. ي.، أحد أبرز مشغلي شبكات الدعارة، والذي يتولى نقل فتيات من الضاحية الجنوبية إلى جونية. وهو شريك المدعو «زوزو نظيرة»، أحد أبرز مشغلي شبكات الدعارة، الذي أوقفته شعبة المعلومات قبل حوالى شهرين في جونية، بعد مداهمة تخللها إطلاق النار. وأفاد مصدر في مخابرات الجيش بتوقيف شبكة دعارة وترويج مخدرات في فندق في الضاحية الجنوبية لبيروت، في 13 الشهر الماضي، لافتاً إلى إقرار المدعوة (ج. ح.) في التحقيق بإدارتها، واستدراج فتيات وتصويرهن، ثم ابتزازهن بهدف تشغيلهن.وأجمعت مصادر الأجهزة الأمنية الرسمية الأربعة، التي تواصلت معها «الأخبار»، على أن «تنفيذ مداهمات أكثر مرتبط بتوافر أماكن في السجون، التي غالباً ما تكون ممتلئة». في المقابل، ووفقاً لـ«خبير» في هذا الوسط، تواصلت معه «الأخبار»، لا يمكن استمرارية عمل أي شبكة لأسابيع متتالية إلّا بوجود غطاء أمني، لا يقف فقط عند غضّ النظر، وإنما يصل أحياناً إلى تصفية شبكات منافسة لإفساح المجال أمام الشبكة المَحمية.أساليب تقليدية... وغير تقليدية وفيما لا تزال بعض الشبكات تعتمد الأساليب التقليدية، أي استئجار شقق سكنية وتجهيزها لاستقبال الزبائن تحت ما يُعرف بمصطلح «In call»، تستخدم شبكات أخرى الشقق كمراكز تجمع من دون استقبال الزبائن، وغالباً ما تكون في أماكن قريبة من مناطق تضم عدداً كبيراً من الفنادق. وتلجأ شبكات أخرى إلى الإقامة في فنادق، حيث يحجز المُشغِّل عدداً من الغرف (غرفة لكل فتاة)، ويُنسِّق مسبقاً مع الزبون عبر اتصال هاتفي لتحديد الفتاة والسعر. وهذا النمط من التشغيل لا يتم إلا بتواطؤ مباشر أو ضمني مع إدارة الفندق أو أحد العاملين فيه. وفي هذا السياق، رُصدت حالات عَرضت فيها الفنادق على النزلاء إمكانية إرسال فتيات إلى الغرف. واللافت أن بعض هذه الفنادق يتيح حجز غرف دون إبراز الهوية مقابل دفع مبلغ إضافي بسيط. ونشاط هذه الشبكات لا ينحصر بمناطق محددة، فبعد مقاطعة المعلومات المتوافرة، تنتشر بيوت الدعارة والفنادق التي تستخدمها هذه الشبكات في مناطق مختلفة من بيروت ومحيطها، وصولاً إلى ساحلَي المتن وكسروان، ويقع أحدها في شارع يضم مركزاً لجهاز أمني رسمي! أما النمط الأكثر رواجاً، فهو «الدليفري الجنسي» أو «Out call»، أي التواصل هاتفياً لإرسال الفتاة إلى المكان الذي يريده الزبون. وتبدأ العملية، بعد التواصل مع أرقام للشبكات معروفة للزبائن، وإرسال صور الفتيات عبر تطبيقات مثل «واتساب» أو «تيليغرام»، ليختار الزبون إحداهن ويرسل موقعه بعد الاتفاق على السعر. علماً أن بعض الشبكات تشترط إرسال الفتيات إلى فنادق محددة، أو تطلب من الزبون إرسال صورة له وصورة عن الهوية، ما يدل على امتلاكها قواعد بيانات واسعة. بعض الشبكات تعتمد أسلوب النشر العلني للفتيات على الطرقات في مواقع محددة اعتباراً من الثامنة مساءً، أما الفتيات اللواتي يفضلن العمل بشكل مستقل لتجنّب تقاسم العائدات مع مشغِّل، فلا يُسمح لهن بالوقوف في المواقع نفسها. لذا، تلجأ النسبة الأكبر منهن لخدمة «الدليفري الجنسي». وقد سُجّلت إشكالات سابقة عدة على خلفية هذا «النفوذ المناطقي». وتتخذ بعض الشبكات واجهات تمويهية تصعب ملاحقتها قانونياً، أبرزها مراكز التدليك. وفي الآونة الأخيرة، برزت ظاهرة «الدعارة الإلكترونية المنظمة»، أي تقديم خدمات جنسية عبر مكالمات فيديو مقابل مبالغ مالية تُحوّل سلفاً عبر شركات تحويل الأموال.التسعيرة حسب الجنسية وفقاً لمصادر أمنية، فإن الجنسية التي تتصدر سوق الدعارة في لبنان، هي السورية، نتيجة لعوامل عدة، أبرزها النزوح، وتفلّت المعابر الحدودية بين البلدين، إلى جانب استمرار الأزمة الاقتصادية في سوريا. ويشار، في هذا السياق، إلى أن الأمن العام يرحِّل الفتاة (المومس) بعد توقيفها. ولكن المُشغِّل يُعيد إدخالها إلى لبنان عن طريق المعابر غير الشرعية. وفي عام 2023، صدرت نشرات حمراء عبر «إنتربول»، لملاحقة سوريين مقيمين في لبنان متورطين في شراكات مع شبكات دعارة لبنانية، تستقدم فتيات سوريات لتشغيلهن. وتأتي في المرتبة التالية الجنسيات الأفريقية (يتم إدخال فتيات من دولة أفريقية بطرق غير قانونية وتسجيلهن كعاملات في الخدمة المنزلية أو كعاملات تنظيف، قبل استدراجهن إلى شبكات الدعارة)، فالجنسيات الآسيوية، وأبرزها الفيليبينية، ثم من شرق أوروبا والبلقان، مع الإشارة إلى أن الفترة الماضية شهدت تكاثراً للفتيات من الدول اللاتينية، خصوصاً فنزويلا والبيرو وكولومبيا والبرازيل. وتختلف تسعيرة الساعة الواحدة وفقاً للمنطقة ونوع الشبكة وجنسية الفتاة وطبيعة الخدمة المقدّمة. فخدمة استقبال الزبون في مقر الفتاة «In call» تُعدّ أقل تكلفة من خدمة انتقال الفتاة إلى الزبون «Out call». ويقدر المعدل المتعارف عليه للجنسيات العربية من 50 إلى 130 دولاراً، فيما تراوح تسعيرة الجنسيات الآسيوية والأوروبية واللاتينية بين 200 و400 دولار. أما الجنسيات الأفريقية، فتراوح التسعيرة بين 20 و80 دولاراً. وتخضع العاملات في النوادي الليلية الكبرى لتسعيرة مختلفة.يذكر أن بعض الشبكات «الكلاس» تتيح الدفع عبر المصارف، والعملات الرقمية، والتحويلات المالية. ويُلحظ أن بعض الفتيات والشبكات يشترطن إيداع مبلغ مسبق عبر شركات تحويل الأموال قبل التوجه إلى الزبون، كإجراء احترازي لضمان الدفع.
الأخبار - رغم تنفيذ الدولة البنانية لغالبية طلبات صندوق النقد، سمع الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات الخريف للصندوق والبنك الدوليَّيْن، كلاماً قاسياً في ما خصّ المسار اللبناني في التقيّد بالإجراءات المطلوبة، مع التأكيد أن القوانين الإصلاحية بحاجة إلى إعادة تعديل، حتى لو صدر مرسومها في الجريدة الرسمية، والإشارة بوضوح إلى قانون إصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها. وشملت الانتقادات دور مجلس النواب الذي أعاق إصلاحات اقترحتها حكومة حسان دياب. وشملت الملاحظات الإشارة إلى ضرورة تعديل القانون بما يسمح بإقفال المصارف غير القابلة للحياة خلافاً لرغبة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وتعديل آلية تعيين الغرفتين المتعلّقتين بالهيئات المصرفية لناحية رفض دخول أيّ مصرفي إليها، وشطب رساميل المساهمين في المصارف كخطوة لإعادة الهيكلة. يُشار إلى أن الخلافات المعروفة في لبنان بين أقطاب الحكومة وحاكم مصرف لبنان حول القوانين انتقلت بدورها إلى اجتماعات واشنطن. كما يُشار إلى حضور لافت للمصرفي أنطون الصحناوي الذي يتحرك على هامش الاجتماعات، وهو أقام مأدبة على شرف حاكم مصرف لبنان في حضور السفيرة اللبنانية في واشنطن ندى حمادة ومسؤولين آخرين. وقال أحد الحاضرين، إن الجملة التي كرّرها البارزون من الحاضرين، أن أيّ دعم للبنان، لن يحصل قبل حصول اتفاق أمني بين لبنان وإسرائيل على غرار ما يحصل مع سوريا.ولاحظ زوار العاصمة السورية، أنه كما جرى في نيويورك، فإن اجتماعات صندوق النقد تبدو مركّزة على الوضع في سوريا، بينما لا يوجد اهتمام جدّي بلبنان، رغم ضخامة الوفد اللبناني مقارنةً بالوفد السوري الضيّق.
يتجدد في الرياض، المشهد ذاته الذي خطف أنظار العالم العام الماضي، بعدما تأهل النجم الإسباني كارلوس ألكاراز والإيطالي يانيك سينر مجددًا إلى نهائي بطولة (سيكس كينغز سلام) للتنس، ضمن فعاليات «موسم الرياض». وجاء ذلك عقب انتصار الثنائي في الدور قبل النهائي للبطولة، الذي أقيم على ملعب (أيه إن بي أرينا)، وسط أجواء جماهيرية استثنائية. ففي أولى مواجهات قبل النهائي، قدم ألكاراز أداء قويا أمام الأميركي تايلور فريتز، حسم به اللقاء بمجموعتين دون رد بنتيجة 6 - 4, 6 - 2، في وقت متأخر من مساء الخميس، مستعرضا لياقته العالية وقدرته على التحكم بإيقاع المباراة من بدايتها حتى نهايتها، ليبلغ النهائي بثقة بعد عرض متكامل أكد جاهزيته للمنافسة على اللقب. أما في المواجهة الثانية، فقد واصل سينر، حامل لقب النسخة الماضية، تألقه اللافت، متغلبا على الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش، الذي حظي بتشجيع استثنائي من جمهوره، وذلك بمجموعتين متتاليتين 6 - 4, 6 - 2، بعد أداء متزن تميز بالتركيز الذهني العالي وحسم الضربات من الخط الخلفي، ليضمن مكانه في النهائي للموسم الثاني على التوالي. وبتأهل ألكاراز وسينر، تتجه الأنظار إلى النهائي المرتقب، السبت، الذي يجمع النجمين مجددًا في مواجهة تعد إعادة لنهائي النسخة الماضية، حين توج سينر باللقب بعد مباراة مثيرة أمام ألكاراز، الذي يدخل هذه النسخة بطموح عالٍ لاستعادة اللقب بعدما خسره في نسخة العام الماضي، في مواجهة أوروبية خالصة تجمع بين المدرسة الإسبانية في القوة والسرعة والمدرسة الإيطالية في الدقة والذكاء التكتيكي. ويقام النهائي الكبير وسط أجواء احتفالية وتفاعلية تواكب مستوى الحدث العالمي، فيما يبث اللقاء مباشرة عبر منصة «نتفليكس» إلى أكثر من (300) مليون مشترك حول العالم، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس)، في تجربة تؤكد مكانة موسم الرياض كمنصة عالمية.
مع تواصل الإغلاق الحكومي الأميركي، بدأت تداعيات الشلل الإداري تمتد إلى واحد من أكثر القطاعات حساسية في الاقتصاد، وهو قطاع الطيران.. فما القصة؟ بين ضغوط مالية على العاملين، وتعطل في حركة الرحلات، وقلق متزايد لدى المستثمرين، تتسع دائرة التأثير تدريجيًا لتطال مسارات السفر والثقة الاقتصادية في آن واحد. ورغم محاولات السلطات المعنية الحدّ من الارتباك في المطارات، فإن مؤشرات السوق والمشهد التشغيلي يوحيان بأن الأزمة لم تعد مؤقتة كما ظن كثيرون، بل دخلت مرحلة الاختبار الحقيقي لقدرة الولايات المتحدة على إدارة اقتصادها تحت وطأة الجمود السياسي. وفي خضم هذه الأجواء، تتباين آراء الخبراء حول حجم التأثير وحدوده، بين من يرى في الأزمة تهديدًا مباشرًا لأداء شركات الطيران، ومن يعتبرها انعكاسًا محدودًا في قطاع خاص قادر على الصمود، ما يجعل الصورة النهائية مرهونة بمدة الإغلاق ووتيرة الحل السياسي في واشنطن. وبحسب تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز»، فإن: شركات الطيران تواجه إلغاءات واضطرابات مع دخول إغلاق الحكومة الأميركية أسبوعه الثالث الكامل. يعني تجميد التمويل الحكومي الفيدرالي، الذي بدأ في الأول من أكتوبر ، أن مراقبي الحركة الجوية يعملون بدون أجر باعتبارهم «عمالاً أساسيين». يلازم الكثيرون منازلهم، مما يُثقل كاهل نظام النقل الجوي المُرهَق أصلًا في الأسبوع الماضي، زعم وزير النقل الأميركي شون دافي أن حوالي 10 بالمئة من موظفي مراقبة الحركة الجوية يُبلّغون عن مرضهم، أو ببساطة لا يحضرون إلى العمل. وأثرت التأخيرات المتعلقة بالموظفين على المطارات بما في ذلك مطار أوستن في ولاية تكساس ومطار ناشفيل في ولاية تينيسي، في حين انخفضت مستويات العمال في مواقع أخرى بما يصل إلى 50 بالمئة، مما أدى إلى توقف الرحلات الجوية أو إعادة توجيهها. وحثّت الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية أعضاءها على الحضور إلى العمل رغم الإغلاق . وقالت في رسالة إلى الأعضاء: «لا يسعنا إلا أن نؤكد على أهمية تجنب أي إجراءات قد تضرّ بكم، أو بنقابتنا، أو بمهننا». آثار واضحة من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets جو يرق، لموقع «اقتصاد سكاي نيوز عربية»: الإغلاق الحكومي الأميركي يترك آثاراً واضحة على شركات الطيران الأميركية، تماماً كما ينعكس على مختلف قطاعات الاقتصاد. الحكومة الفيدرالية وموظفوها يشكلون شريحة مهمة من مستخدمي خدمات الطيران، وبالتالي فإن توقف أو تراجع نشاطهم يؤدي إلى انخفاض مباشر في الطلب على الرحلات الجوية. هذا الوضع لا يؤثر فقط على حركة الركاب، بل يمتد إلى تراجع في القوة العاملة داخل القطاع، مما يؤدي إلى اضطرابات في تشغيل المطارات وتأجيل بعض الرحلات، وهو ما ينعكس سلباً على إيرادات شركات الطيران. ويضيف: تخفيض الإنفاق الحكومي العام يضغط على العجلة الاقتصادية ككل، إذ يعد قطاع الطيران من أوائل القطاعات التي تتأثر بالانكماش الاقتصادي، كونه مرتبطاً مباشرة بحركة السفر والاستهلاك. ويختتم حديثه بالقول إن الإغلاق الحكومي يخلق حالة من عدم الاستقرار التشغيلي والمالي داخل المطارات وشركات الطيران، بسبب توقف أو تأثر العاملين في الخدمات الأمنية والفنية والإدارية المرتبطة بالمطارات، ما يزيد من حجم التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي. وينقل تقرير لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية عن الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، سكوت كيربي، قوله إن الإغلاق الحكومي الفيدرالي قد يؤثر سلباً على حجوزات السفر إذا استمر لفترة أطول. ورغم الجمود في تمرير التمويل، يُطلب من الموظفين الفيدراليين الأساسيين، بمن فيهم ضباط إدارة أمن النقل (TSA) ومراقبو الحركة الجوية، مواصلة العمل من دون أجر. وقد بدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر بعد أن فشل الكونغرس في إقرار مشروع قانون التمويل. وخلال مكالمة لمناقشة الأرباح يوم الخميس، قال كيربي إن الإغلاق لم يؤثر حتى الآن على أعمال الشركة. وأضاف: «أعتقد بأنه خلال الأسبوعين الأولين على الأقل، كان الناس يظنون أن الأزمة ستحل سريعاً، فواصلوا نشاطهم كالمعتاد. لكن مع مرور الوقت وقراءة العناوين التي تقول إنها لن تُحل قريباً، يبدأ الناس بفقدان الثقة في الحكومة وقدرتها على معالجة الأمر، وهذا سيبدأ بالتأثير على الحجوزات». ويوضح كيربي أنه لا يوجد موعد محدد يمكن أن تبدأ فيه الشركة بملاحظة التأثير، لكنه أضاف: «مع مرور كل يوم، يزداد الخطر على الاقتصاد الأميركي. لذا آمل أن نتجنب هذا الخطأ غير المبرر». كما وجه إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز، تحذيراً مشابهاً الأسبوع الماضي من أن استمرار الإغلاق لفترة طويلة قد يؤثر على قطاع الطيران، لكنه شدد على أن عمليات الشركة لم تتأثر حتى الآن. أزمة تشغيلية بدوره، يوضح خبير أسواق المال محمد سعيد، لموقع «اقتصاد سكاي نيوز عربية»، أن: استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي يضع قطاع الطيران في قلب أزمة تشغيلية ومالية متفاقمة. موظفون حيويون مثل مراقبي الحركة الجوية وعناصر إدارة أمن النقل يُجبرون على العمل دون أجر، مما أدى إلى ضغوط نفسية ومالية تسببت في ارتفاع الإجازات المرضية والغيابات، فانعكست فورًا على انسيابية الرحلات. النظام الجوي الأميركي كان يعاني أصلًا من نقص مزمن في المراقبين الجويين، ما جعل أي غياب إضافي يسبب اضطرابات واسعة وتأخيرات وصلت في بعض المطارات إلى أكثر من ساعتين ونصف كما يحذر من أن التأثير المالي للإغلاق يتجاوز خسائر شركات الطيران إلى تكلفة تُقدّر بمليار دولار أسبوعياً على الاقتصاد الأميركي، وفق تقديرات جمعية السفر الأميركية. ويلفت إلى أن الأزمة قد تعطل تحديث أنظمة الملاحة الجوية وتؤخر شهادات سلامة الطائرات، مما يثير مخاوف على المدى الطويل بشأن سلامة الطيران واستدامة القطاع. ويضيف أن استمرار الإغلاق قد يهدد برنامج الخدمة الجوية الأساسية الذي يدعم الرحلات للمناطق الريفية، ما قد يعزل مجتمعات صغيرة ويضعف قدرة شركات الطيران الأميركية التنافسية عالميًا ويؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين في السوق. تأثر محدود على الجانب الاخر، يؤكد استراتيجي الأسواق المالية في شركة First Financial Markets جاد حريري لموقع «اقتصاد سكاي نيوز عربية»أن : الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لا يشكل تأثيرًا كبيرًا على شركات الطيران الأميركية. «معظم هذه الشركات تُعد مؤسسات خاصة، بينما الإغلاق الحكومي يقتصر تأثيره على موظفي القطاع العام والدوائر البيروقراطية». التأثير غير المباشر يتمثل في «تراجع مؤقت في الطلب على السفر نتيجة انخفاض السيولة لدى الأفراد». ويتابع أن «هذا الانخفاض في عدد المسافرين يؤدي إلى ضعف في الطلب على السفر وعلى أداء شركات الطيران»، لكنه يختم بالتأكيد على أن «القطاع يبقى متماسكًا نسبيًا باعتباره قطاعًا خاصًا لا يعتمد بشكل مباشر على الإنفاق الحكومي».
كشفت دراسة أجراها علماء جامعة توركو في فنلندا عن طريقة بسيطة للحفاظ على الصحة وتحسين عملية استقلاب الأغذية في الجسم. وأشارت مجلة الطب والعلوم الرياضية (SJMSS) إلى أن الدراسة أظهرت أن تقليل مدة الجلوس اليومي بمقدار نصف ساعة فقط يمكن أن يحسّن بشكل ملحوظ قدرة الجسم على استخدام الدهون والكربوهيدرات لإنتاج الطاقة. وأوضح الباحثون أن النشاط البدني الخفيف — مثل المشي لمسافات قصيرة أو الوقوف والمشي أثناء التحدث على الهاتف — يساعد في استعادة المرونة الأيضية، أي قدرة الجسم على التبديل بين مصادر الطاقة. وشارك في الدراسة 64 شخصا قليلي الحركة معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني. وبعد متابعة استمرت ستة أشهر، لاحظ العلماء أن المشاركين الذين قللوا من فترات جلوسهم اليومية تحسنت لديهم مؤشرات التمثيل الغذائي وزادت قدرتهم على حرق الدهون. وبيّن الباحثون أن الأثر الإيجابي للنشاط البدني اليومي ظهر بوضوح لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، مؤكدين أن مجرد تقليل بسيط في وقت الجلوس يمكن أن يشكل خطوة أولى فعالة للوقاية من السكري وأمراض القلب. وكانت دراسات طبية سابقة قد أوضحت أن ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيا تقلل من خطر الوفاة الناتجة عن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والمفاصل وبعض أنواع السرطان.
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن عددا من وسائل الإعلام الكندية من بينها «ذا غلوب اند ميل»، نشرت معلومات كاذبة روج لها فلاديمير زيلينسكي حول «اختطاف أطفال أوكرانيين» من قبل روسيا. جاء ذلك في بيان للوزارة على موقعها الإلكتروني، ردا على تقارير إعلامية غطت فعالية عقدت في نيويورك يوم 23 سبتمبر برئاسة فلاديمير زيلينسكي ورئيس وزراء كندا مارك كارني. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن «ذا غلوب آند مي»، كما كان متوقعا، نشرت مقتطفات من خطابات دعائية لزيلينسكي وكارني وآخرين، تتضمن مقاطع غريبة عن -عشرات الآلاف من الأطفال الأوكرانيين المختطفين من قبل روسيا-.. ولم تكلف وسائل الإعلام الرئيسية نفسها عناء التحقق من هذه الادعاءات التي لا أساس لها، بل اكتفت بنشر تيار من الوعي لدى زعيم نظام كييف ورعاته«. وأكد الوزارة عبثية فكرة وجود عشرات الآلاف من الأطفال، بالنظر إلى أن قائمة نظام كييف لا تتضمن سوى 339 اسما. مشددة على أن »وسائل الإعلام الغربية تتجاهل سبب عدم إدراج آلاف الأطفال في القائمة، وما إذا كانوا موجودين أصلا، أو ما إذا كان من الممكن وجودهم في الاتحاد الأوروبي«. ودحضت الوزارة هذه التقارير، مشيرة إلى أن روسيا تبذل قصارى جهدها لإعادة الأطفال الذين فرقهم النزاع إلى عائلاتهم. وبفضل هذا العمل، تم لم شمل 115 منهم بالفعل مع أقاربهم في أوكرانيا أو دول أخرى، وعاد 28 منهم إلى روسيا. واختتمت الوزارة قائلة: »مرة أخرى، نواجه حملة تضليل محبوكة بعناية، تهدف إلى صرف الانتباه عن إخفاقات زيلينسكي العسكرية، وترسيخ قاعدة مؤيدة مُحبطة، وكالعادة، شيطنة بلدنا من خلال أكاذيب صريحة". يذكر أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كانت قد أفادت سابقا بأن موسكو قدمت خلال مفاوضات إسطنبول بيانات إلى كييف تظهر أن 30% من البيانات في القائمة لم يتم تأكيدها، موضحة أن جزءا كبيرا من الأطفال لم يكونوا في روسيا أصلا، أو أنهم بالغون، أو ممن عادوا بالفعل إلى أسرهم. المصدر: RT
تصدر النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو مجددا قائمة مجلة «فوربس» لأعلى لاعبي كرة القدم أجرا، ليكون بين 3 محترفين في السعودية ضمن لائحة اللاعبين العشرة الأوائل لموسم 2025-2026، بينما ضمت القائمة النجم المصري محمد صلاح الذي حل في المركز السابع. وهذه المرة السادسة في العقد الأخير التي يتصدر فيها رونالدو قائمة «فوربس»، ويأتي ذلك بعد أكثر من أسبوع بقليل من إعلان وكالة «بلومبرغ» أن اللاعب البالغ 40 عاما أصبح أول ملياردير في عالم كرة القدم. ومع أرباح من داخل وخارج الملعب تقدر بقرابة 280 مليون دولار، سيكسب رونالدو الذي يدافع عن ألوان النصر السعودي، أكثر من ضعف ما يجنيه غريمه السابق صاحب المركز الثاني النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قدرت عائداته بـ130 مليون دولار، لكن القسم الأكبر منها من خارج الملعب وليس من راتبه مع فريقه الحالي إنتر ميامي الأميركي. ويأتي في المركز الثالث لاعب آخر محترف في الدوري السعودي وتحديدا مع الاتحاد بطل الدوري، وهو الفرنسي كريم بنزيمة الذي يكسب 104 ملايين دولار سنويا بفضل عقده الضخم مع ناديه. أما اللاعب الثالث المحترف في الدوري السعودي في قائمة العشرة الأعلى دخلا، فهو زميل رونالدو في النصر، المهاجم السنغالي ساديو ماني، الذي يكسب ما يقدر بقرابة 54 مليون دولار، ليحتل بذلك المركز الثامن على قائمة فوربس. وخسر الدوري السعودي لاعبا على لائحة العشرة الأوائل مقارنة بقائمة الموسم الماضي، وهو البرازيلي نيمار الذي غادر الهلال في يناير ليعود إلى نادي بداياته سانتوس. وحل نيمار في القائمة الماضية في المركز الثالث بعدما قدرت عائداته بـ110 ملايين دولار في 2024-2025، لكنه الآن يكسب على ما يبدو 38 مليون دولار، معظمها من عقود ليس لها علاقة بسانتوس. ورغم قوة وثروة الدوري الإنجليزي الممتاز الذي أنفقت أنديته مبلغا قياسيا قدره 2.6 مليار جنيه إسترليني (3.5 مليار دولار) على الانتقالات هذا الصيف، فإن لاعبين اثنين فقط من الـ«بريميرليغ» نجحا في الوصول إلى المراكز العشرة الأولى، هما النرويجي إرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي الذي جاء في المركز الخامس، والمصري محمد صلاح هداف ليفربول حامل اللقب الذي جاء في المركز السابع. والدوري الأكثر تمثيلا في قائمة العشرة الأوائل هو الإسباني، بوجود 3 لاعبين من ريال مدريد هم الفرنسي كيليان مبابي (الرابع)، والبرازيلي فينيسيوس جونيور (السادس)، والإنجليزي جود بيلينغهام (التاسع). أما اللاعب الآخر من الدوري الإسباني، فهو نجم برشلونة الشاب لامين يامال، الذي يحتل المركز العاشر بـ43 مليون دولار. وقالت «فوربس» في بيان: «من المتوقع أن يكسب لاعبو كرة القدم العشرة الأعلى أجرا في العالم مجتمعين ما يقدر بقرابة 945 مليون دولار خلال موسم 2025-2026».
يُعيد التوتر المزمن برمجة الدماغ، مسبباً مشاكل صحة نفسية. ويعتقد العلماء حاليًا أن إضافة السكر ربما تُمثِّل مُحَوِّلاً للاكتئاب، ما يمثل مقاربة جديدة حول فهم اضطرابات الحالة المزاجية، وطرق علاجها، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Science Advances. توصل علماء من معهد كوريا الجنوبية للعلوم الأساسية إلى أن التوتر المُطوّل يُغيِّر كيفية «تزيين» البروتينات في القشرة الجبهية الأمامية الإنسية (mPFC) بحمض السياليك، وهو جزيء سكر يُساعد في تشكيل خصائص سطح الخلايا العصبية. ترتبط هذه السلاسل السكرية، التي تُسمى الغليكانات، بعد تكوين البروتينات، مُشكِّلةً عملية تُعرف باسم «الغليكوزيلة». وقد دُرِسَت عملية الغليكوزيلة من حيث تأثيرها على تطور السرطان، ومؤخرًا، على التنكس العصبي. غلاف سكري جزيئي وفي أحد أنواع الغليكوزيلة وهو الغليكوزيلة-الأكسجينية، ترتبط السكريات بذرات الأكسجين في أحماض أمينية مُعينة في البروتين. يُساعد هذا «الغلاف السكري» الجزيئي على تنظيم كيفية اتصال الخلايا العصبية وإشاراتها مع بعضها البعض. وحتى وقت قريب، كان العلماء يغفلون هذا الأمر إلى حد كبير في أبحاث الصحة النفسية، لكنهم اكتشفوا مؤخرًا أن التوتر يُمكن أن يُؤثر على أنماط السكر هذه، مما يمكن أن يُعيد برمجة التواصل «الطبيعي» بين خلايا الدماغ. في هذه الدراسة، حدد الباحثون أن إنزيمًا واحدًا، St3gal1، يُؤدي الخطوة الأخيرة في عملية «التغطية بالسكر»، وأن هذه المرحلة الصغيرة، وإن كانت مُتكاملة، تُؤثر على مدة بقاء البروتينات وكيفية تفاعلها في المشابك العصبية، وتفضي، في حال تعثر هذا التفاعل، إلى سلوكيات شبيهة بالاكتئاب. تأثير التوتر يؤدي التوتر إلى انخفاض ملحوظ في خطوة التغطية بالسكر المرتبطة بتفاعل الأكسجين، وانخفاض مُقابل في تعبير St3gal1. ويمكن أن يسفر تعطيل إنزيم St3gal1 عن ظهور أعراض اكتئاب، بما يشمل فقدان الدافع وزيادة القلق. أما زيادة إنزيم St3gal1 فيكون له تأثير معاكس، إذ يُخفف من هذه السلوكيات. وأظهرت التجارب على فئران المختبر أن لهذا الإنزيم دوراً رئيسياً في كيفية تحفيز التوتر لتغيرات شبيهة بالاكتئاب في الدماغ. كما اكتشف الباحثون أن إنزيم St3gal1 يساعد في الحفاظ على علامات السكر على نيوريكسين-2، وهو بروتين يدعم التواصل بين الخلايا العصبية. ارتباط مباشر بظهور الاكتئاب قال الباحث بويونغ لي: «تُظهر هذه الدراسة أن عملية الغليكوزيل غير الطبيعية في الدماغ ترتبط ارتباطاً مباشراً بظهور الاكتئاب، وتوفر هذه الدراسة موطئ قدم مهماً لتحديد علامات تشخيصية جديدة وأهداف علاجية تتجاوز النواقل العصبية». وتؤثر العديد من مضادات الاكتئاب الحالية على السيروتونين، حيث ترفع مستوياته أو تُغيّر إشاراته، ولكن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن الأمر ليس مجرد نقص في السيروتونين. ومن المثير للاهتمام أن إناث فئران المختبر التي تعرضت لإجهاد مزمن أظهرت تغيرات سلوكية، لكن مستويات St3gal1 لم تتغير، مما يشير إلى أن الذكور والإناث ربما يعتمدون على مسارات جزيئية مختلفة للتعامل مع الشدائد. وبالتالي تفتح تلك النتائج الباب أمام مجال جديد للبحث.
* مقدمة نشرة اخبار الـ «أو تي في» بعد ست سنوات على 17 تشرين الاول 2019، كل الاسئلة يجب أن تسأل لأن كل الحقيقة يجب ان تقال. من الاسئلة: اين الثورة والثوار في الذكرى السادسة: لماذا لم ترفع ولو لافتة، ولأي سبب خلت الشوارع والساحات ولو من تحرك واحد في المناسبة؟ اين الثورة والثوار اليوم بأشخاصهم وصرخاتهم؟ اين الرموز الذين أغرقوا مواقع التواصل بالتنمر والشتائم والاتهامات واحتلوا الشاشات التي شرعت لهم هواءها، قبل أن تخفي أثرهم اليوم؟ اين الثورة والثوار والدولار الواحد يساوي تسعين الف ليرة تقريبا؟ واين كانوا أصلا عندما ارتفع الى المئة وخمسين الفا، بعدما أشعلوا البلاد اعتراضا على ست سنتات؟ اين الثورة والثوار اليوم، طالما التركيبة السياسية لم تتغير، والفساد لم يقتلع، ووعود الاصلاح تبقى حبرا على ورق، فيما الاحزاب وسعت نفوذها، لا بل رفعت منسوب المغانم والحصص الى الحد الاقصى؟ اين الثورة والثوار والمتهمون خارج السجون بقرارات سياسية تتجاوز القضاء؟ اما الحقيقة، فتكشفها الارقام: ارقام الودائع المحتجزة التي لا حل لها خارج الكلام، وارقام الاموال المهربة التي لا يبدو أنها ستستعاد، وارقام الشركات المقفلة التي سرحت عمالا وشردت عائلات، وارقام الشباب الذين هاجروا، ويستكتر افرقاء سياسيون عليهم حقا بالترشح والاقتراع من مكان اقامتهم، لنواب يمثلونهم ويحملون همومهم ويكونون صلة وصل سياسية بينهم وبين الوطن؟ بين الاسئلة والحقيقة، صارت الثورة عنوانا للتندر وخلاصة للفشل. فشل دفع ثمنه شعب بأكمله وسيظل يدفع الى أمد غير منظور، طالما المحاسبة غائبة والذاكرة قصيرة والأمة تستقبل حاكما بالتطبيل وتودعه بالصفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير. في 17 تشرين الاول 2025، صمتت ابواق الثورة، ووحدها الارقام ستتكلم بعد قليل.
كتب النائب جورج عطاللّه عبر صفحته على «أكس»: مجدداً نحن في مواجهة مفتوحة مع مفوضية شؤون اللاجئين وحكومة الإذعان اللبنانية التي تبيح مدارس اللبنانيين للسوريين رغم إنتفاء أسباب بقائهم في لبنان مع العلم أن حكومة الإذعان هي الوحيدة التي لم تتخذ قرارات فعليّة لإعادةهم إلى بلادهم رغم أن كل دول العالم قد باشرت بذلك عمالة للتوطين.
اوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مساء اليوم ، ان «موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من مسألة خيار التفاوض لتحقيق الاستقرار والامن في البلد، هو ما كان أعلنه في لقائه مع جمعية المحررين الاقتصاديين ، وكل ما يصدر حول هذا الموضوع من تفسيرات او اقتراحات او مداولات هو مجرد تحليلات واجتهادات لا تنطبق مع الواقع».
رفضت المحكمة العليا في آيرلندا اليوم الخميس قراراً اتخذته الشرطة بعدم التحقيق في شرعية عمليات شركة «إير بي إن بي» في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، ولم تعتد بحجة افتقارها للاختصاص القضائي. ووفقاً لـ«رويترز»، جاء في جلسة استماع المحكمة أن الحكم لا يؤدي تلقائياً إلى فتح تحقيق من قبل الشرطة في آيرلندا، حيث يوجد مقر «إير بي إن بي» لأوروبا والشرق الأوسط، لكنه يلزمها بإعادة النظر في الأمر. ورفعت منظمة «صدقة» الآيرلندية الفلسطينية غير الحكومية هذه القضية مطالبة فيها الشرطة بالتحقيق فيما إذا كانت «إير بي إن بي» خالفت القانون الآيرلندي بعملها في المستوطنات الإسرائيلية. وقالت المنظمة إن قرار الشرطة عدم التحقيق بسبب أمور تتعلق بالاختصاص القضائي هو قرار «خاطئ وغير منطقي من الناحية القانونية». وأقر محامي الشرطة الآيرلندية ريمي فاريل بالقضية اليوم، وقال إن الموضوع سيخضع «للدراسة من جديد». ولم ترد «إير بي إن بي» على طلب أُرسل عبر البريد الإلكتروني للحصول على تعليق. وذكرت الشركة في بيان صدر عام 2019 أنها تسمح بعمليات الإدراج في جميع أنحاء الضفة الغربية، لكنها لا تتربح من هذا النشاط في المنطقة، مضيفة أنها لم تقاطع إسرائيل أو الشركات الإسرائيلية مطلقاً. وأظهر تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) أن أكثر من 150 شركة، من بينها «إير بي إن بي» ومنافسوها «بوكينغ دوت كوم» و«إكسبيديا» و«تريب أدفايزر»، تعمل في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية التي تعتبرها الأمم المتحدة غير قانونية. ويعتبر معظم دول المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتُشكك إسرائيل في ذلك، مستشهدة بروابط تاريخية وتوراتية بالمنطقة. وتقول إن المستوطنات تمثل عمقاً استراتيجياً وتوفر الأمن، وإن الضفة الغربية «متنازع عليها» وليست «محتلة».
في عالمٍ يتقلب على وقع الأزمات الجيوسياسية والمالية، يطلّ الذهب مجددًا كـ«الحكم الأخير» في لعبة الثقة العالمية. لم يعد السؤال اليوم ما إذا كان سعر الأونصة سيواصل الارتفاع، بل إلى أي مدى يمكن لهذا الصعود أن يمتد، وإلى متى سيبقى الذهب محافظًا على بريقه كأكثر الأصول أمانًا في وجه اقتصاد يتغير ملامحه بسرعة. بحسب مجلس الذهب العالمي، فإن أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بجملة من العوامل، في مقدمتها توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتصاعد المخاوف من تصحيحات واسعة في أسواق الأسهم العالمية، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية والضغوط التي يتعرض لها الدولار الأميركي. وفي الوقت نفسه، لا يستبعد المجلس حدوث عمليات جني أرباح محدودة قد تدفع الأسعار إلى تراجع طفيف مؤقت، لكنه يرى أن الاتجاه العام يبقى صعوديًا. طفرة غير مسبوقة في أسعار الذهب تجاوز سعر أونصة الذهب 4200 دولار، محققًا ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 60 بالمئة منذ بداية العام الجاري، وهو أكبر صعود منذ 46 عامًا. هذه الأرقام ليست عابرة، بل تعبّر عن تحوّل عميق في بنية الطلب العالمي. فمنذ مطلع العام، اشترت البنوك المركزية نحو 14.3 مليون أونصة، فيما ضخت صناديق الاستثمار نحو 20.4 مليون أونصة في محافظها، في ما يشبه إعادة توزيع جذرية لرؤوس الأموال على خريطة الأصول العالمية. وتتفق مؤسسات مالية كبرى مثل بنك أوف أميركا وغولدمان ساكس وسوسيتيه جنرال على أن الأسعار قد تواصل ارتفاعها لتصل إلى 5000 دولار للأونصة خلال العام المقبل، في حال استمر ضعف الدولار واستقرت السياسات النقدية عند مستويات الفائدة المنخفضة. ساسين: العالم يشهد نقطة تحوّل هيكلية في حديث إلى برنامج «بزنس مع لبنى» على سكاي نيوز عربية، قال أنطوني ساسين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OCEANE Invest، إن العالم يعيش «نقطة تحوّل كبرى» في الدورة الاقتصادية، مؤكدًا أن التحولات الجارية في موازين القوى العالمية تدفع المستثمرين نحو إعادة بناء محافظهم بعيدًا عن الأصول الأمريكية التقليدية. وأوضح ساسين أن «هيمنة الدولار والأصول الأميركية التي استمرت منذ أزمة 2008 بدأت تتآكل تدريجيًا»، مشيرًا إلى أن دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أسهم في تغيير قواعد اللعبة الاقتصادية. OCEANE Invest: ضعف الأصول الأميركية يشعل بريق الذهب وقال: «ترامب يسعى إلى خفض أسعار الفائدة وتقليص قوة الدولار لتشجيع الصادرات الأميركية، لكنه بذلك يدفع المستثمرين نحو البحث عن بدائل أكثر استقرارًا، وعلى رأسها الذهب». وأضاف: «نحن أمام مرحلة جديدة تتراجع فيها شهية المستثمرين للأصول الأميركية، مقابل زيادة الطلب على الأصول الدولية، خصوصًا الذهب والفضة وبعض العملات مثل اليورو واليوان الصيني». الدولار يفقد بريقه في موازاة صعود الذهب، تتزايد الضغوط على الدولار الأميركي، الذي يواجه، بحسب ساسين، «نزولًا تدريجيًا قد يتراوح بين 10بالمئة و20بالمئة خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة». ويُرجع الخبير ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية: استخدام الدولار كسلاح سياسي في العقوبات وتجميد الأصول، ما أثار قلق العديد من الدول ودفعها إلى تنويع احتياطاتها. السياسات التوسعية لإدارة ترامب التي تهدف إلى تعزيز تنافسية الصادرات عبر عملة أضعف. بلوغ الاقتصاد الأميركي مرحلة تشبّع بعد خمسة عشر عامًا من النمو القوي، ما يفرض، بطبيعة الدورات الاقتصادية، فترة تباطؤ تصحيحية. ويرى ساسين أن ضعف الدولار يصبّ مباشرة في مصلحة الذهب، الذي يعود ليؤدي دوره التاريخي كـ«عملة الثقة»، خاصة في ظل تزايد عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا. البنوك المركزية تغيّر قواعد اللعبة التحول الأبرز في المشهد، بحسب ساسين، يتمثل في دخول البنوك المركزية كمشترٍ أساسي للذهب، ليس بغرض المضاربة، بل لبناء احتياطيات استراتيجية طويلة الأمد. وقال: «البنوك المركزية ليست متداولين، بل تحتفظ بما تشتريه ضمن أصولها الاستراتيجية، وهذا ما يقلص من العرض المتاح في السوق، ويجعل أي تراجع في الأسعار محدودًا بطبيعته». وأشار إلى أن الصين، على سبيل المثال، لا تزال تمتلك احتياطي ذهب يعادل 1بالمئة فقط من ناتجها المحلي الإجمالي، مقارنة بـ 12بالمئة في اليابان، ما يعني أن أمامها مجالًا واسعًا لمواصلة الشراء في السنوات المقبلة. وأضاف أن «عمليات استخراج الذهب الجديدة تتطلب في المتوسط سبع سنوات قبل أن تدخل الإنتاج، ما يعني أن جانب العرض لا يمكن أن يتوسع بالسرعة التي يتوسع بها الطلب»، مؤكّدًا أن هذه المعادلة «تؤسس لقاعدة صلبة للأسعار المرتفعة». بين الصين وأميركا... الاقتصاد والسياسة في سباق واحد يرى ساسين أن القيود التي فرضتها الصين مؤخرًا على تصدير المعادن النادرة تمثّل ورقة ضغط إضافية في التنافس مع الولايات المتحدة، وأن هذه التطورات تنعكس على الأسواق كافة، بما في ذلك الذهب. وقال: «الصين تبرر قيودها بأنها لحماية السلام العالمي ومنع استخدام المعادن في الصناعات العسكرية، لكن واشنطن تراها محاولة للهيمنة على سلاسل الإمداد. ومع اقتراب جولة جديدة من المفاوضات بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس ترامب في كوريا الجنوبية، يبدو المشهد متجهًا إلى مواجهة اقتصادية مفتوحة». ويضيف أن تصاعد هذا النوع من التوترات يجعل المستثمرين أكثر ميلًا إلى التحوط بالذهب، في ظل «عدم اليقين الهيكلي» الذي يخيّم على العلاقات الدولية. الذهب كعملة ثقة في نظام عالمي متغير بحسب الخبير الاقتصادي، فإن الذهب اليوم «أكثر من مجرد أصل استثماري»، بل أصبح عملة موازية تعكس مدى الثقة أو القلق في النظام المالي العالمي. ويقول: «عندما يزداد الخوف، يقيس العالم قيمة الأمان بالذهب، لا بالدولار. وهذا ما نراه الآن مع ازدياد الطلب من الحكومات والمستثمرين على حد سواء». ويرى أن بناء «قواعد جديدة للذهب» يعني أن الأسعار باتت تستند إلى طلب مؤسسي يصعب كسره، وليس إلى موجات مضاربة عابرة كما في السابق. ومع ذلك، يلفت إلى أن الأسواق تظل قابلة للتقلبات على المدى القصير، بفعل جني الأرباح أو تحسن طارئ في بعض المؤشرات الاقتصادية. نحو توازن عالمي جديد من الواضح أن التغيرات في السياسة النقدية الأميركية، والتحولات في مراكز القوة الاقتصادية، والضبابية الجيوسياسية جميعها تصب في مصلحة الذهب على المدى المتوسط والطويل. لكن هذا الاتجاه لا يخلو من احتمالات مفاجئة، كما يوضح ساسين: «إذا تحسّنت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة أو استقرت الأسواق العالمية، فقد نشهد فترة استراحة مؤقتة في مسار الذهب. إلا أن كل المؤشرات الحالية تؤكد أننا ما زلنا في بداية دورة صعودية مدعومة بمعطيات حقيقية وليست ظرفية». بين الحكمة والمغامرة في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الإجابة على سؤال المستثمرين اليومي «هل نشتري الذهب أم نبيع؟» لا تحتاج كثيرًا من الغموض. البيع الآن يبدو رهانًا محفوفًا بالمخاطر ضد تيار عالمي متصاعد، بينما الشراء المدروس، في ظل وعي بمواقيت السوق ودورات جني الأرباح، يظل الخيار الأكثر انسجامًا مع منطق المرحلة. فالعالم، كما يصفه ساسين، يعيش لحظة إعادة توزيع للثقة، والذهب الذي لطالما كان ملاذ الخائفين يعود اليوم ليكون ركيزة الآمنين في اقتصاد فقد يقينه، لكنه لم يفقد بعد بريقه.
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن انتشار الأوبئة في غزة أصبح «خارجا عن السيطرة»، بينما لم يعد يعمل في القطاع بأكمله سوى 13 مستشفى من أصل 36، وبشكل جزئي. وفي مقابلة مع «فرانس برس»، قالت المديرة الإقليمية للمنظمة حنان بلخي، إن القطاع الصحي في غزة «تم تفكيكه. لم يتبق سوى القليل جدا من نظام الرعاية الصحية». وأكدت أن «انتشار الأمراض المعدية أصبح خارجا عن السيطرة، سواء التهاب السحايا أو متلازمة غيلان باريه (اضطراب مناعي يصيب الأعصاب) والإسهال والأمراض التنفسية»، مشيرة إلى أن «حجم العمل الذي تحتاجه غزة لا يمكن تخيله، وسنضطر للتعامل معه خطوة بخطوة». وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية أن مدينة غزة أصبحت تعتمد على 8 مراكز صحية فقط، تعمل جميعها بشكل جزئي، بينما لا يوجد في شمال غزة سوى مركز صحي واحد. وتؤكد المنظمة أنه «لا يوجد بالمراكز الصحية ما يكفي من الطواقم الطبية لاستئناف جميع الخدمات الحيوية». وبحسب بلخي، سيتطلب إعادة بناء القطاع الصحي في غزة «مليارات الدولارات وعقودا من العمل»، بالنظر إلى عدد المستشفيات الصالحة لإعادة التأهيل مقابل تلك التي تم تدميرها بالكامل. وتشير المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية إلى صعوبة تقدير حجم الخسائر داخل غزة بشكل دقيق، بسبب صعوبة الحركة في القطاع وبسبب التغيرات الأمنية المتسارعة. وتعرضت المنشآت الصحية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 800 هجوم، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وحذرت من أن «الأطفال الذين ولدوا خلال العامين الماضيين، الكثير منهم على ما أتصور لم يتلقوا أي جرعات من التطعيمات». وفي السياق ذاته، لفت تقرير للمنظمة الدولية صدر مطلع الشهر الحالي إلى أن ربع المصابين بجروح من جراء الحرب، الذين بلغ عددهم منذ أكتوبر 2023 نحو 170 ألفا بحسب المنظمة، يعانون إعاقات دائمة، وربعهم من الأطفال. وتضاعفت احتياجات الصحة النفسية في قطاع غزة إلى أكثر من الضعف، غير أن «الخدمات المتاحة لا تسد الحاجة» بحسب المنظمة. ودعت بلخي إلى السماح لمزيد من المصابين بالخروج من قطاع غزة إلى الضفة الغربية المحتلة أو دول الجوار لتلقي العلاج، مشددة: «نحتاج إلى مزيد من الوقود في غزة. نحتاج إلى مزيد من الغذاء ومزيد من المعدات الطبية والأدوية والمسعفين والأطباء». وقالت: «نأمل حقا أن يدوم السلام تماما حتى نتمكن من البدء في العمل». وأوضحت بلخي أن خطة الاستجابة الأولية في القطاع الذي دمرته الحرب، ستتضمن «الدعم الفوري لمراكز الرعاية الصحية» العامة والمتخصصة، بالإضافة إلى «دعم من أصيبوا بإصابات وإعاقات مدى الحياة. وفي مجال الصحة النفسية والتعافي من متلازمة ما بعد الصدمة».
رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، التعليق على مصير مطالبة السلطات السورية الجديدة بتسليم الرئيس السابق بشار الأسد إلى دمشق. والأربعاء ذكرت «فرانس برس» أن الرئيس السوري أحمد الشرع طالب، خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بتسليم سلفه، الذي لجأ إلى روسيا عقب إطاحته في ديسمبر من العام الماضي. وخلال حديثه للصحفيين الخميس، رفض بيسكوف التعليق على ما إذا كان الرئيسان قد تطرقا خلال مفاوضاتهما إلى مسألة تسليم الأسد. وشدد: «لا يوجد شيء ليقال في هذا السياق»، وفقا لما نقلته صحيفة «غازيتا» الروسية. وأوضح بيسكوف، أن بوتين والشرع ناقشا مصير القواعد العسكرية الروسية في حميميم وطرطوس، لكنه رفض تقديم تفاصيل أكثر. والأربعاء، اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، دميتري نوفيكوف المطالبة بتسليم الأسد إلى السلطات الجديدة «أمرا غريبا»، مرجحا إمكانية «الانتقام منه» في حال وافقت موسكو على تسليمه. ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو وفرت المأوى للأسد وعائلته لـ«أسباب إنسانية بحتة». وقال لافروف في حديث للصحفيين، الأسبوع الماضي: «بشار الأسد موجود لدينا لأسباب إنسانية، كانت هناك تهديدات بقتله هو وعائلته، ولأسباب إنسانية بحتة قدمنا الحماية له ولعائلته». كما نفى لافروف ما أثير عن تعرض الأسد لتسمم في موسكو. وأوضح: «لا يواجه الأسد أي مشاكل في إقامته في عاصمتنا. لم يتعرض لأي تسمم، وإذا ظهرت مثل هذه الشائعات فأنا أتركها على ضمير من يروجون لها». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في مطلع أكتوبر الجاري، إن الأسد تعرض لمحاولة تسميم في موسكو. كما سبق أن تحدثت تقارير صحفية ألمانية عن جانب من الحياة التي يعيشها الأسد رفقة عائلته في موسكو، تحت حماية الكرملين. وذكرت التقارير، أن حياة الأسد «تجمع بين الرفاهية المفرطة والعزلة الكاملة»، إذ «يعيش في شقق فاخرة تطل على ناطحات سحاب، لكنه جرد من أي دور أو نفوذ في مستقبل سوريا».