إجتماعات واشنطن: الإصلاحات ليست ترفاً
newsare.net
صلاح سلام- عاد الوفد اللبناني من اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن خالي الوفاض تقريباً، بعدما اكتفى بتحقيق الحد الأدنى منإجتماعات واشنطن: الإصلاحات ليست ترفاً
صلاح سلام- عاد الوفد اللبناني من اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن خالي الوفاض تقريباً، بعدما اكتفى بتحقيق الحد الأدنى من النتائج الممكنة في ظل واقع الإصلاحات المالية البطيئة، وغياب أي مؤشرات جدية على التزام الدولة اللبنانية بالشروط التي وضعها الصندوق لمدّ يد العون في معالجة الأزمة المالية الخانقة. فالمجتمع الدولي، كما بدا من خلال اللقاءات، لم يعد مستعداً لتقديم أي دعم مجاني أو تسليف ثقة لدولة تتلكأ في تنفيذ أبسط متطلبات الإصلاح والحوكمة والشفافية. لقد أصبح واضحاً أن استمرار التأخير في إنجاز الإصلاحات المالية والمصرفية لا يهدد فقط فرص لبنان بالحصول على التمويل الخارجي، بل يفاقم أزمته الاقتصادية والاجتماعية ويطيل أمد الانهيار الذي يرزح تحته المواطن منذ سنوات. فكل يوم يمرّ من دون إقرار القوانين الإصلاحية المطلوبة، كإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وإقرار الكابيتال كونترول، وتعديل قانون السرية المصرفية، هو يوم إضافي من استنزاف الثقة بالقطاع المالي، ومن تعطيل دورة الإنتاج والاستثمار، ومن نزف الرساميل والكفاءات إلى الخارج. إن الإصلاح المالي والمصرفي لم يعد خياراً سياسياً أو ترفاً تفاوضياً، بل هو شرط وجودي لبقاء الاقتصاد اللبناني على قيد الحياة. فإعادة هيكلة المصارف وتحديد الخسائر وتوزيعها بعدالة، هي الخطوة الأولى نحو استعادة الثقة بالنظام المالي، واسترجاع جزء من الودائع، وفتح الباب أمام تدفق الرساميل والمساعدات الدولية. ومن دون هذه الخطوات، ستبقى البلاد في حلقة مفرغة من الانكماش والتضخم والبطالة، فيما تتراجع قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية ودفع الرواتب. المجتمع الدولي لا يطلب من لبنان معجزات، بل تطبيق أبسط قواعد الإدارة الرشيدة التي تعتمدها كل الدول الساعية إلى النهوض. لكن القوى السياسية ما زالت تتعامل مع الإصلاح وكأنه تهديد لمصالحها أو تقليص لنفوذها، فيما يدفع الشعب ثمن هذا الجمود انهياراً في الليرة وتآكلاً في القدرة الشرائية وغياباً للأمل بالمستقبل. والخروج من الأزمة لم يعد ممكناً من دون مصالحة جريئة مع الواقع، تقوم على إقرار الإصلاحات المطلوبة فوراً ووقف المماطلة في مجلس النواب، واعتبار الوقت المتبقي فرصة أخيرة لاستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي معاً. فلبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم: إما السير بخطوات شجاعة نحو الإصلاح والإنقاذ، وإما البقاء في دوامة الانهيار والعزلة، إلى أن يصبح ما تبقّى من الدولة مجرّد ذكرى من الماضي. Read more