خاص – بين نموذج شجرة البترون والتهديد بـ«قطع الرؤوس»... أيهما يختار اللبنانيون؟
newsare.net
مجدداً، فرض نموذج مدينة البترون نفسه على الأضواء وعلى أجندة اللبنانيين. فمنذ الأسبوع الماضي، ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بصور الشجرة الكبيرخاص – بين نموذج شجرة البترون والتهديد بـ«قطع الرؤوس»... أيهما يختار اللبنانيون؟
مجدداً، فرض نموذج مدينة البترون نفسه على الأضواء وعلى أجندة اللبنانيين. فمنذ الأسبوع الماضي، ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بصور الشجرة الكبيرة المزدانة بالأضواء والشجر والقطارات والمغارات والشبيهة بما يُعرض في «ديزني لاند»، فيما تحلّق حولها الأولاد والكبار ما جعلها تستحق فعلاً تسمية عاصمة الميلاد capitale de noel.وفي نهاية هذا الأسبوع، سجلت وسائل التواصل ووسائل الإعلام اللبنانية والعربية صور الزحمة الكبيرة التي امتدت لساعات ومسافات طويلة، للعائلات الذاهبة إلى مدينة السياحة والأضواء، فاللبنانيون عاشقون للفرح في مساحاتٍ من التلاقي.هي ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها مدينة البترون هذا النموذج الفريد في الإنماء والسياحة واجتماع اللبنانيين، على تنوعهم واختلافاتهم. لكنَّ المسألة هي أبعد من الصور والتجمع، بل في الدلالات العميقة لهذه المشاهد، خاصة بعد زيارة تاريخية للبابا لاوون الرابع عشر، شدد فيها على معاني السلام والقيم اللبنانية الأصيلة.هناك خط سياسي آمن بلبنان السيد والحر، لكن مع الإنفتاح والتلاقي في داخله، وجمع إلى ذلك سلوك الإنماء والتطوير والتفكير المستقبلي. حورب بكل الأسلحة وتمت عرقلته، لكن مع ذلك تمكن من إنجاز الكثير، فيما قدّم في البترون من خلال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، نموذجاً عمّا يمكن أن تكون عليه لا أي مدينة في لبنان، بل أي بلدة أيضاً، إن تضافرت الجهود وتوفرت الرؤية، بعيداً من الإستزلام الذي يمنع فيه رجل السياسة التقليدي الإنماء عن مدينته أو بلدته ليبقى الناس في حاجة إليه. هذا لا يلغي المواقف السياسية والوطنية البديهية بما يتطلبه ذلك من اختلافات وصراعات سياسية تحت سقف الوسائل السلمية والحوارية.هناك مثال آخر للعمل السياسي، يصرّ على ارتباطه بالماضي، والأخطر المشاهد العنفية لهذا الماضي، وبسلوك الإلغاء والحذف الجسدي المادي، والرمزي. أعاد ذلك إلى اللبنانيين والمسيحيين خاصة، مشاهد بشِعة أرادوا نسيانها، والتصديق ولو لوهلة، أن من بادر إليها قد تراجع عن ماضيه تائباً عمّا ارتكبه، وسالكاً طريقاً جديدة في التعاطي السلمي التنافسي على السياسة والإنماء.فبعد التلويح بسلوك «طوني طعان» لمجردأن إعلامياً هو رياض طوق ينافس القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع في بلدته بشري، ومن منطلق لا يبتعد عن مواقفها في السياسة، أطل جعجع ليهدد ب«قطع الرؤوس» والإلغاء والتصفية النهائية، بما يؤكد أنه لم يغادر جلده، وبما أوحى للبنانيين أن سقف طموحه دويلة يحكمها، مع إلغاء كل من يخالفه الرأي. هكذا بكل بساطة ووضوح.بذلك، يتكرس نموذجان للعمل السياسي ولمستقبل لبنان، أحدهما صدامي في شكل دائم، وسبق أن أوصل إلى خيارات مأساوية في الحرب. والآخر استفاد من تجارب الماضي السيئة، من دون أن يتنازل عن ثوابت السيادة والكيانية اللبنانية، مبادراً للحوار والتفاهم وسالكاً طريق بناء الدولة والإنماء والتطوير.وفي زمن الميلاد والفرح والسلام والتطلع للمستقبل في لبنان والمنطقة، وبين شجرة البترون وزحمتها، والتهديد الدائم بقطع الرؤوس والحرب الداخلية، أي نموذج يختار اللبنانيون؟! Read more














