عالمان مختلفان موسيقيّاً أشعلا الحضور في المارينا ضبية - الناقد الموسيقي شارل سميا
newsare.net
شهدت صالة نادي المارينا ضبية ليلة جنونية من العيار الثقيل نهار الجمعة الواقع في تسعة عشر كانون الأول 2025.لماذا؟. الجواب بسيطٌ جداً, لأن مدفعية اعالمان مختلفان موسيقيّاً أشعلا الحضور في المارينا ضبية - الناقد الموسيقي شارل سميا
شهدت صالة نادي المارينا ضبية ليلة جنونية من العيار الثقيل نهار الجمعة الواقع في تسعة عشر كانون الأول 2025.لماذا؟. الجواب بسيطٌ جداً, لأن مدفعية الأوبرا التينور العالمي إيليا فرنسيس والسوبرانو الرحباني اللبناني رانيا الحاج, إتّفقا على معدّات التفجير الصوتية المُتمثلة بالأداء الغنائي, برنامج الأغاني والتكتيكات الأدائية. لفترة شهرين ما قبل التاريخ المذكور, والتحضيرات المُكثّفة للأمسية الميلادية تنطبخ على النار, حتى أصبح إنتاجها جاهزاً ومتاحاً للجماهير أللذين لم يكونوا يتوقعوا ألحدّ الموسيقي ألمُنتظر.ألكورس المرافق, بعد إنشائه بواسطة إيليا منذ خمس سنوات ليُصبح على حالته الآن, كان ملكاًواثق الخطوات بعد خوضه ألتجربة الصعبة جداً عليه لأول مرة.بدأ الكورس في العمل الأول للحفل مع ترتيلة « ضيعة زغيرة», كلمات ألأب الحبيس يوحنا الخوند, وألحان الأب خليل رحمة, ثم تبعها « Ave Maria » للمؤلف الموسيقي كاتشيني, مع صوت فرنسيس المتُخطّي للطبقات الموضوعة في أساس العمل الموسيقي, مع نفس مترابط الأوصال أدهش الحاضرين. رانيا غصن الحاج في « أؤمن» للسيدة فيروز, بحفاوة الأداء, ونعومة الإحساس والنفس الثابت في القفلات. في ملئ الزمان المأخوذة من رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية, بدويتو بين الحاج وإيليا مع قمة في التواصل الصوتي بالرغم من الفرق الطبقي للأصوات.«The Prayer », لأندريا بوتشيللي وسيلين ديون بدويتو بين نايا الحاج نجلة رانيا, مع العلم أنهما خاضا التجربة معاً قبل خمس سنوات في نفس المكان ونفس الأغنية, ولكنّ هذه المرة كانت نايا بمستوى أعلى وأنضج من السابق. « La vie en rose» و« O sole mio», لأديت بياف و كاروزو مع الثنائي فرنسيس - الحاج على طبقة « Sol », والمشهود له هنا هو الجهد والتحدّي الذي قبلته رانيا على نفسها لتسكير الطبقات, فبات الصوتان مندمجان ببعضهما دون إنقطاع في أوصالهما وكأنه صوت واحد بخامتين. « Spente le stelle » لإيما شابلن و « لا تسألوا من حبيبي» بين رانيا وإيليا ، بالرغم من إختلاف الأجواء، إلاّ أنّ وحدة الصوتين بين الثنائي في تبادل الجمل أو الإنتقال بين المقاطع, مع تقسيمات إرتجالية في الأداء لزيادة الحماس والتفاعل للحضور.« Tango» راقصة مع الثنائي مازن كيوان وسحر أبي خليل, فقط ألتأمل والملاحظة كانا من نصيب الجماهير المتمتعة بخفة الحركة للرقص المميّز. هذه الرقصة نقلت الأجواء الهادئة, البطيئة المتطلبّة للسماع والإستمتاع, إلى جو ألسرعة والرقص. « Voila» لباربارا برافي أداء نايا الحاج و « بالقلب خليني » أداء رانيا, فتبادلا الثنائي ألتداول من عالمين مختلفين في غاية التنسيق الصوتي والموسيقي. « إعتزلت الغرام» مع رانيا وأغنية « She » لشارل أزنافوور. الأغنيتان ليسا فقط مختلفتان بالألوان الموسيقية, إن كان من ناحية الجاز والشعبي أللبناني من جهة إعتزلت الغرام وموضوعها رفض الحبيب من الحبيبة, و أغنية أزنافوور ألشعبية ألأميركية وموضوعها تعلّق الحبيب بالحبيبة, فتحاورا بلغتين مختلفتين كدليل عدم التوافق بينهما, وكان التنقل بين الألوان الغنائية في منتهى التطلّب والإحتراف مثل الإستلام والتسليم. « أهواك» لعبد الحليم حافظ بصوت رانيا الحاج, على إيقاع الرومبا والموسيقى المصرية لعبد الوهاب. « يا زهرة في خيالي» لفريد الأطرش على إيقاع التانغو,مع رانيا الحاج ورقص المحترفان مازن وسحر. فراشة النوتات رانيا تنقلت بين الألوان والأنماط بكل ثقة وإقتدار.« Nessun Dorma » لبافاروتي مع إيليا, وهي من نمط الأوبرا. ألمغني دائماً هو محور كل شيء, فمن لم يفهم ألطلياني هضمه بصوت التينور الهادر بين إرتفاع الطبقات والسيطرة على التنفس عند الطبقات العالية, فالأوبرا سلاحها الصوت, ففرنسيس تفنن في الإبداع, فأذهل الجماهير وارتجّت حيطان الصالة. « Libiamo » من أوبرا « La Traviata » لفردي, على إيقاع الفالس, لم يقبل فيها صوت إيليا سكوت الأيادي عن التصفيق. « Adeste Fideles » ألعالمية مع إيليا. وكان الختام مع ميدلي للجميع مكوّن من « Guten Abend », « Oh chrstmas tree », « Jingle bells », « Deck the halls », « we wish you », « Les anges ». ميدلي سريع, عالمي, مرغوب, مهيوب ومحبوب أشعل أتون نار الحاضرين أللذين طلبوا إعادته لأكثر من مرة.زينة ميلادية موسيقية بالعربي والفرنجي عكست أصداء عالمين مختلفين من الموسيقى وأشعلت الأجواء في المارينا ضبية.بقلم الكاتب, ألباحث والناقد شارلي سميا Read more














