newsare.net
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أربعين سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله تعالى عليه) 06-11-2024: بسم اللقاسم: خيارنا الحصري منع الاحتلال من تحقيق اهدافه وسنجعله يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أربعين سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله تعالى عليه) 06-11-2024: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحن اليوم في ذكرى أربعين سيد شهداء الأمة، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، في هذه الذكرى نتذكر قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ». الحمد لله، الفوز دائمًا للمؤمنين بإحدى الحسنيَين، النصر أو الشهادة. سيدنا وقائدنا سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، نموذج للسيد الجليل القائد الذي مضى في سبيل الله تعالى وأعطى هذه العطاءات الكبيرة، هو قائد قدوة، مربٍّ مُلهم، شُجاع مقدام، علم في مدرسة الولاية، راية لتحرير فلسطين، كلماته نور هداية، مواقفه نهج الحياة العزيزة، سكن القلوب في أصقاع الأرض كرمز للمقاومة، عرّفه إمامنا القائد الإمام الخامنئي دام ظله بأن قال عنه: «هو لا مثيل له»، وهذا تعريف عظيم. بنى سيدنا حزبًا مُقاومًا على ثوابت الإسلام المحمدي الأصيل، منهجه منهج الولاية كجزء من الإيمان وحياة الاستقامة، بنى حزبًا يجمع شرائح المجتمع بأسرها، هو حزب الكبار والصغار والنساء والشيوخ والعجزة، هو حزب الأحرار والمقاومين والشرفاء، هو حزب المثقفين والعاملين وكل شخص يمكن أن يكون جزءًا لا يتجزّأ من هذا الحزب الذي بناه هذا القائد العظيم. هو حزب يُقاوم ويعمل لبناء الوطن، يُقاوم في مواجهة العدو الإسرائيلي ويعمل لبناء الوطن في الواقع السياسي الداخلي وفي كل المؤسسات التي ترتبط بهذا الواقع، حزب له هيكلية منظمة وامتداده في كل الميادين، الثقافية والسياسية والجهادية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية وفي كل الميادين، هذا الحزب الذي بناه يعمل. المقاومة في هذا الحزب أساس متين عددًا وقوة وتخصّصًا وإيمانًا وشجاعة وتحدّيًا لأعتى الأعداء، لقد أحيانا في حياتنا، وأحيانا في مماته، سيبقى حيًّا في شهادته «وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ»، سيستمر معنا ونستمر معه وستبقى المقاومة وتكبر وتكبر. لقد حاز أرفع الأوسمة وأعلاها، وأرفع ما في الأوسمة وسام قائد المقاومة في المنطقة، وسام حبيب المجاهدين المقاومين والكبار والصغار وأحرار العالم، وسام عشق الحسين سلام الله تعالى عليه وعلى طريقه ونهجه، وسام ابن الولاية المتفاني فيها إلى آخر الطريق، وسام والد الشهيد هادي، وسام شهيد الأمة، سيد شهداء الأمة، وهذا أرفع الأوسمة، وسام فاتح عصر الانتصارات وفاتح طريق القدس. يا قائدنا، أنا أعلم أنّك تأنس بأن نذكر أحبّتك المباشرين الذين كانوا معك، والذين استشهدوا معك وفي هذا الطريق، وعلى رأسهم السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه أميننا العام السابق، وسماحة السيد هاشم صفي الدين القائد الكبير وهو رفيق دربك واليد اليمنى التي كانت إلى جانبك، والحاج عماد مغنية قائد الانتصارين، والسيد مصطفى بدرالدين، والسيد فؤاد شكر، والحاج إبراهيم عقيل، والحاج علي كركي، والحاج حسان اللقيس، والشيخ راغب، والشيخ نبيل، وكل القادة والمجاهدين والشهداء، هؤلاء جميعًا أخوتك وأبناؤك وأحبّتك، في ذكراك نرسل لهم التحايا ونسأل الله تعالى لهم جميعًا وأنت على رأسهم علوّ المقام والدرجات. سأتحدث عن ثلاثة أمور: أولًا، ما هو توصيف الواقع الذي نعيش فيه؟ نحن أمام حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان بدأت منذ شهر وعشرة أيام تقريبًا، كانت بعد حرب الإسناد التي نشأت بعد طوفان الأقصى الذي أوجد مسارًا منذ سنة يختلف تمامًا عن الواقع الذي كانت فيه المنطقة وكان فيه الكيان الإسرائيلي. في حرب الإسناد عمل كل المحبين لفلسطين والمؤمنين بتحريرها أن يكونوا جنبًا إلى جنب معها، فلسطين التي أعطت في غزة أكثر من 43 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح، مع كل الدمار والخراب والإجرام الذي ارتكب بحقّها ولكنّها عصيّة، واقفة، ثابتة، جامدة، وستنتصر إن شاء الله تعالى. وأحيي كل جبهات المقاومة من اليمن إلى العراق إلى لبنان، وأيضًا على رأس هؤلاء جميعًا الدعم الكبير للجمهورية الإسلامية المباركة والحرس الثوري الإسلامي الذين قدّموا في سبيل نصرة فلسطين، وهؤلاء عظماء في عطاءاتهم وسيُسجّل التاريخ. إذًا نحن الآن وصلنا إلى حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان منذ شهر وعشرة أيام، لم يعد مُهمًّا كيف بدأت الحرب وما هي الذرائع التي سبّبتها، المهم أنّنا أمام عدوان إسرائيلي، ماذا يقول عنه نتنياهو؟ يقول: «إنّني لا أحدّد موعداً لنهاية الحرب، لكنّني أضع أهدافًا واضحة للانتصار فيها». ما هي أهدافه؟ في الكلمة نفسها بعد أن التقى هوكشتاين وخطب في الناس قال: «إنّنا نُغيّر وجه الشرق الأوسط». إذًا نتنياهو أمام مشروع كبير جدًا يتخطّى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط. ما هي خطوات هذا المشروع من خلال الحرب على لبنان؟ هناك ثلاث خطوات: الخطوة الأولى، إنهاء وجود حزب الله. الخطوة الثانية، احتلال لبنان ولو عن بعد، في الجو والتهديد وجعل لبنان شبيهًا بالضفة الغربية. ثالثًا، العمل على خارطة الشرق الأوسط. هذه الخطوات أرادها نتنياهو وبدأ بحربه على لبنان لينجز الخطوة الأولى. نحن منذ سنة 2006، بعد عدوان تموز، بعد الوعد الصادق، نستعد بكل أشكال الاستعداد، تدريبًا وتسليحًا وعديدًا وإمكانات في المجالات المختلفة لأنّنا نتوقع هذه النتيجة التي وصلنا إليها، كُنّا نتوقع أن تحصل الحرب في يوم من الأيام، ولذلك استعدينا، نحن الان في حالة دفاعية لمواجهة هذا العدوان والأهداف التوسعية التي أرادها، توقّع العدو أن يُنهي المرحلة الأولى – أي إنهاء حزب الله - بعملية البايجر واللاسلكي واغتيال القيادات وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وهذا ما يُمكن أن يُسهّل عليه أن يجتاح لبنان ولذلك أحضر 5 فرق على الحدود مؤلفة من 65 ألف من الجنود والضباط على قاعدة أن يدخلوا إلى لبنان بعد أن فقد لبنان بحسب اعتقاده قيادة المقاومة وارتبك بهذا العمل الكبير على المستوى الأمني. هو لم يلتفت ولم يعرف أنّه يواجه حزبًا ويُواجه مقاومة لديها ثلاثة عوامل قوة أساسية - هذه يجب أن يحفظها في ذهنه – ثلاثة عوامل قوة أساسية: أولًا، المقاومون والحزب يحملون عقيدة إسلامية صلبة راسخة تجعلهم يقفون مع الحق والثبات والتحرير والاستقلال والعزّة والكرامة بشكل لا يُمكن أن يُزعزعهم شيء، هذه العقيدة الموجودة. ثانيًا، المقاومون في هذا الحزب أعاروا جماجمهم لله، لا يفرق معهم شيء، لا يبحثون عن الدنيا، يعرفون أنّ نجاحهم في الدنيا قبل الآخرة أن يكونوا مقاومين في مواجهة الاحتلال، كل المقاومين عندنا هم استشهاديون، هناك خلل وخطأ موجود عند الكثيرين يعتبرون أنّ الاستشهادي يُريد الذهاب إلى الموت، لا يا أخي، الاستشهادي هو الذي لا يهاب الموت ولا يخاف الموت، لذلك اليوم المرابطين على الحدود هل تراهم يكشفون صدورهم من أجل أن يقتلهم الإسرائيلي حتى يذهبوا إلى الله تعالى؟ لا أبداً، هم يقتلون ويُقاتلون ويصمدون ويحرصون على إيقاع الخسائر وأن يبقوا على قيد الحياة، إذاً كيف يكونون استشهاديين؟ هم لا يهابون ولا يخافون، يتمنّون على الله تعالى أن يأتي أجلهم وهم في الميدان وهم في المعركة، هذا هو الاستشهادي.ثالثاً، عامل القوة الثالث هو الاستعدادات التي هيّأناها من إمكانات وسلاح وقدرات وتدريب، وبالتالي أصبحنا أمام ثلاثة عوامل قوة تُعطي مقومات الحياة العزيزة. بالمقابل الإسرائيلي ما هي عوامل القوة الموجودة عنده؟ عنده ثلاثة عوامل قوة:1- الإبادة وقتل المدنيين والظلم والاحتلال والتصرف بوحشية، وهذا ما نراه في غزة وفي لبنان2- لديه قدرة جوية استثنائية وبالتالي هو يتحكّم بالجو ومعه شبكة الاتصالات أيضًا، وهذا يُعطيه قوة مهمة خاصة أنّ هذه القدرة مُرتبطة أيضًا بمدد لا نهاية له من قبل أميركا الشيطان الأكبر الذي يُعطي الإسرائيلي كل ما يريد بعشرات المليارات من التسلّح والإمكانات والدعم فضلًا عن حضور السفن وحضور الطائرات وحضور الخبرات وحضور كل شيء من قبل أمريكا لمصلحة إسرائيل3- عامل القوة الثالث هو إحضار خمس فرق على الحدود بحيث أنّ هذا الجيش بهذا العديد يُفترض أن يُقدّم نتيجة كبيرة جدًا. لاحظنا أنّ عنصر القوة الذي ينتفع به هو الطائرات، أما العنصرين، عنصر الجيش وعنصر القتل والإجرام، فهما سلبيان تماماً، لأنّ الإجرام والإبادة له انعكاسات على مستقبل الكيان الإسرائيلي. وأما الجيش نراه واقف على الحدود وليس لديه القدرة أن يقترب، كان عندهم فكرة أوّلية يريدون المناورة لمعرفة مدى التقدّم، كاذبون، واحد عنده 65 ألف أتى بهم ويريد أن يصل على الليطاني، لكن وجد أنّ مستوى المواجهة كان كبيراً جداً وهو يخشى من الالتحام ولذا اقتصر إلى الآن على هذه الجبهة الأمامية وهو يعلن بأنّه لم يعد لديه أهداف إضافية لأنّه واجه مقاومة صلبة، هذا أولاً.ثانياً، متى تتوقف هذه الحرب العدوانية؟ سوف أقول لكم بوضوح كامل، قناعتنا أنّ أمرًا واحدًا فقط هو الذي يوقف هذه الحرب العدوانية، وهو الميدان بقسميه: الحدود ومواجهة المقاومين للجيش الإسرائيلي على الحدود، والثاني هو الجبهة الداخلية وأن تصل إليها الصواريخ والطائرات حتى تدفع ثمنًا حقيقيًا وتعلم أنّ هذه الحرب ليست حربًا قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي. اطمئنكم، بالنسبة للحدود، يوجد لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات. طبعاً ليس عشرات الآلاف موجودين الآن على الحدود، لكن هناك بدائل كثيرة والموجود على الحدود هو الذي يتحمّل الحدود. الإمكانات متوفرة، سواء في المخازن أو أماكن التموضع وكذلك بطرق مُتعدّدة، لا تخافوا على الإمكانات، الحمد الله موجودة وقابلة لأن تمدّنا لفترة طويلة إن شاء الله تعالىالأمر الثاني بالنسبة للجبهة الداخلية، ستصرخ إسرائيل، ستصرخ من الصواريخ والطائرات، وبالتالي لا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على الطائرات أو الصواريخ. على كل حال، الأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذجًا، والذي سيحصل سيكون أكثر فأكثر. نحن لن نبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي لإيقاف العدوان، سنجعل العدو هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان، أي هو سيصل لوقت يقول أنا «خلص ما عاد قادر»، لأنّ كل العوامل الأخرى مع اندفاعات نتنياهو، مع اعتقاده أنه يقدر أن يُحقّق شيئًا لا تنفع، حتى نحن الآن لا نبني لا على الانتخابات الأمريكية سواء نجحت هاريس أو نجح ترامب، ليس لها قيمة بالنسبة لنا ولا نُعوّل على الحراك السياسي العام ولا نُعوّل على أنّه اكتفى نتنياهو ببعض المكتسبات، لا، سنُعوّل على الميدان، سنتركه يُدرك تمامًا أنّه في الميدان خاسر وليس رابحًا، وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه. نحن بالنسبة إلينا كحزب الله، كمقاومة، خيارنا الحصري هو منع الاحتلال من تحقيق أهدافه، ماذا يستطيع أن يُحقّق؟! إلى الآن على الجبهة الأمامية لم يستطع أن يُحقّق ما يريده، بالاعتداء على الناس لم يستطع أن يُحقّق ما يُريد، محاولة التهجير والنزوح من أجل أن يضغط من خلال الناس علينا لم ينجح، لأنّ هؤلاء الناس يعشقون المقاومة، أولادهم مقاومة، أرواحهم مقاومة، بيوتهم مقاومة، مستقبلهم مقاومة، حاول أن يعمل على الفتنة بين النازحين والمستقبلين، لا أبدًا «ما حزر»، لأنّ المستقبلين أيضًا يُدركون أنّ الخطر ليس على النازحين فقط، ليس على المقاومة فقط، الخطر على كل لبنان، ولذلك هذا التفاعل أنا أعتبره جزء لا يتجزّأ من المقاومة، أي النازح الآن في الموقع المقاوم، مستقبل النازح من الجمعيات والمؤسسات والطوائف والبلدات المختلفة والشخصيات كلهم جماعة يُساهمون في المقاومة، لأنّ هذا جزء من حماية الظهر أثناء المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي. إن قوة المقاومة، قلتم لنا المقاومة قوية؟ يعني لما المقاومة تكون قوية هذا يعني أنّه لا تُصاب، لا تُضرب، لا تتأذى، لا يتأذون الناس؟ لا، المقاومة قوية لا يعني أنّها قوية أي لديها سلاح مثل ما لدى الإسرائيلي، ولا في أي زمن هناك مقاومة في التاريخ كان عندها إمكانات تساوي إمكانات الدولة أو العدو أو الكيان أو المستبد أو المستعمر، أبدًا، دائمًا كانت المقاومة إمكاناتها لا تُقاس من حيث النسبة، لكن قوة المقاومة بقوة استمرارها رغم الفوارق في الإمكانات العسكرية، قوة المقاومة بقوة الإرادة والمواجهة، بهذه نحن أقوى. حسنًا، من بعد ما تحدثنا عن هذا الوضع، ما هي النتيجة؟ - وهو الأمر الثالث والأخير - ما هي النتيجة؟ النتيجة ليس في قاموسنا إلا الرأس المرفوع، والانتصار للمقاومة، مع هؤلاء المقاومين الشرفاء الأبطال الذين سجدوا لله ولن يسجدوا لأحد على الإطلاق في هذا العالم، والاستشهاديون الذين باعوا جماجمهم وأنفسهم لله تعالى، لا يمكن إلا أن ينتصروا، هؤلاء سيبقون في الميدان. ثانيًا، الثمن الغالي من الدماء والشهداء وصمود المقاومة والناس، هذا ثمن لابدّ من دفعه من أجل أن نصل إلى الانتصار. وتأكدوا، على عظمته هو أقل من ثمن الاستسلام والخضوع، وهذا الاستسلام والخضوع ليس عندنا بل عند غيرنا، لكن نحن في هذا الاتجاه. ليس في قاموسنا إلا استمرار المقاومة، كبيرنا وصغيرنا، شاهدوا عندما يجرون مقابلات مع الأطفال، أولاد صغار، صبيان وبنات، اسمعوا المنطق الذي يتحدثون به، والله هؤلاء هم من يرعبون الإسرائيلي، أنّه معقول ولد عمره ست سنوات وسبع سنوات وبنت عمرها خمس سنوات وعشر سنوات تحكي بالمقاومة وبالقوة والاستعداد والتحمّل وسننتصر على إسرائيل، هذا يعني أنّ ما هو في داخلهم قوة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الانتصار. ليس في قاموسنا إلا الصبر والتحمّل، والبقاء في الميدان حتى النصر، لا يمكن أن نُهزم والحق معنا والأرض لنا والله معنا، «إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ»، هذا وعد الله عزّ وجل، الآن البعض يقول ما قصتكم أنتم؟ مباشرة تربطون أنفسكم بالله عزّ وجل، نحن مربوطون بالله عزّ وجل. نتنياهو بالمقابل هل يمكن أن يفوز؟ لا يمكن أن يفوز نتنياهو؟ لماذا؟ لأنه عندما يقول لهم نحن نريد النصر المطلق، من أنت حتى تعمل النصر المطلق؟ على من تعتمد؟ تعتمد على إجرامك؟ على الإبادة؟ هذا لا يصنع النصر المطلق، تعتمد أنّه أنت عندك صلاحيات أخذتها من الكنيست وبالتالي غصبًا عن أكثر من نصف الشعب الإسرائيلي تقوده إلى ما تريد ويطالبك بالاستقالة ويطالبك بأن تترك الموقع الذي أنت فيه، من أنت حتى تعدهم بالنصر أو عندك قدرة للنصر؟ على كل حال، نحن نسير بالسنة الإلهية ومتأكدين من النصر، وهو يسير بسنن الشيطان، ويقول إنه يريد أن ينتصر، لكن نحن متأكدون أنه سينهزم. عندما يُقرّر العدو وقف العدوان هناك طريق للمفاوضات حدّدناه بشكل واضح، التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية والرئيس بري الذي يحمل راية المقاومة السياسية التي تُؤدّي إلى مكانة لبنان وتُؤدّي إلى وقف العدوان. أساس أي تفاوض يُبنى على أمرين: أولًا، وقف العدوان. ثانيًا، السقف للتفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص. هنا أريد أن أعرّج قليلًا على حادثة البترون، أن يدخل الإسرائيلي بهذه الطريقة هذا أمر فيه إساءة كبيرة للبنان، فيه انتهاك لسيادة لبنان، فيه علامات استفهام كثيرة. أنا اليوم لن أتّهم، لكني أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية، أن يُصدر موقفًا وبيانًا يُبيّن لماذا حصل هذا الخرق؟ حتى لو قال إنّه لم يكن قادرًا وإنّه كان عاجزًا، فليقل أمام العالم ما هو السبب. وأيضًا فليسأل اليونيفيل وخاصة الألمان ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه في تلك الليلة؟ ويُطلع الناس عليه. أنا لن أتحدث أكثر من هذا، أطالب الجيش اللبناني بأن يُعلن موقفه وطبيعة الحدث وأيضًا ما هو دور اليونيفيل حتى يطّلع الناس. أنا أحب أن أقول لكم، لبنان بموقع قوي بمقاومته، بشعبه، بجيشه، لكنه يتألّم، ولكن اعلموا أنّنا نُؤلمهم كما يُؤلموننا، الآن تقول لي هناك فرق، نحن نتألم أكثر، صحيح، لأنّ المقاومة تصنع مستقبلًا، هناك سيادة، هناك استقلال أمام هذه المواجهة الخطرة، ولكن هم أيضًا شاهدوا خسائرهم، شاهدوا جيشهم على الحدود، خلال هذه الفترة البسيطة أربعين يومًا أكثر من ألف جندي وضابط بين قتيل وجريح وهم غير معترفين بالعدد الصحيح، أكثر من خمسة وأربعين دبابة ميركافا ضُربت، يتقدمون على بعض القرى ومن ثمّ ينسحبون للوراء، المستوطنون هم يقولون أنّ هناك ستين - سبعين ألف أخلوا المستوطنات، الآن كم مستوطن أخلى، يُضرب صاروخ يقول هذا الصاروخ أنزل مائة وعشرين ألف إلى الملاجئ، هذه الطائرة المسيرة أنزلت ثمانمائة ألف على امتداد الشمال، هذا الصاروخ الذي وصل إلى تل أبيب أنزل مليونين، ما هذا؟ هذا كله هزائم، وبالتالي هذا ألم، فضلًا عن أنّ حياتهم «مخربطة»، عندهم مشكلة اقتصادية، لم يستطيعوا أن يحققوا أي إنجاز من الإنجازات التي قالوها، صورتهم في العالم صورة سيئة جدًا، متى كنا نشاهد مظاهرات تحصل في العالم وفي أميركا تُطالب بالقضية الفلسطينية والآن تُطالب بحق لبنان؟ على كل حال، هؤلاء يتألمون، ولكن الفرق أنّهم لا يرجون من الله ما نرجوه، «إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ»، إن شاء الله النصر لنا، إذا كانوا يراهنون أنهم يُطيلون الحرب وتصبح حرب استنزاف، على مهلكم تعملوا حرب استنزاف، نحن حاضرون، مهما مرّ الوقت سنبقى صامدين، واقفين، مستعدين، نُواجهكم، لن تنتصروا ولو طال الزمن، أمة أنجبت سماحة السيد حسن لا يمكن إلا أن تكون منصورة، أمة قادها سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه ستصل إلى أهدافها مرفوعة الرأس، أمة بايعت الحسين ستهزم الأعداء، هيهات منّا الذلة، رأيتم تجارب كثيرة، هذا زمن الانتصارات، ولى زمن الهزائم وسننتصر ولو بعد حين، والسلام ورحمة الله وبركاته. Read more