newsare.net
منطالب كنّا ولا نزال نسمعها.منذ سنوات طويلة وهذه الكلمة محطّ أقوال فريق واحد، وعمل وخطط فريق واحد. إنّهم العونيّون في بداياتهم سنة ١٩٨٩ يوم طاجيش النّزوح السّوري ... برّا برّا (جومانا ناهض)
منطالب كنّا ولا نزال نسمعها.منذ سنوات طويلة وهذه الكلمة محطّ أقوال فريق واحد، وعمل وخطط فريق واحد. إنّهم العونيّون في بداياتهم سنة ١٩٨٩ يوم طالبوا، تلبية لنداء قائدهم العظيم، بخروج جيش الاحتلال السّوري الّذي كان يحتلّ الأرض والبيت والعرض ويعيث فسادًا وخيانة في عقول الكثيرين ممّن رغبوا في محاربة ابن البلد لكسب ودّ الغريب وبالتّالي لنبل الحظوات والمكاسب.واستمرّت المطالبة بعدها مع التيّاريّين بجهود جبّارة، وأرضيّة خصبة، نضال واعتقال، رشوة لتكويعة يُراد للبعض استغلالها لكسر الهيبة ولكنّ الأمر لم ينجح. فالتيّار طالب وطالب وحقّق مطلبه وخرج السّوري ما وراء الحدود.لكنّ اللّعنات تعود مع السّنوات، ومن أُخرج من الباب عاد وأدخله البعض متواطئًا عبر الحدود، فأعطاه شرعيّة الدّخول بالرّغم من لاشرعيّة الوجود.لكنّ التيّار كالعادة، عاد وانتصر وأخرج السّوري في ال ٢٠٠٥ بالإصرار والوفاء للقضيّة.ولكن من اعتاد الاستعباد افتقده. فدخل السّوري مجدّدًا، تحت مُسمّى نازح، منذ ال ٢٠١١، ولن يكون مفاجئًا أنّ من طالب مجدّدًا ببقائه ودعمه ومساعدته هو ذاك الفريق عينه الّذي اعتاد الخنوع والخضوع.رفع التيّار ورئيسه جبران الصّوت عاليًا للتّنبّه إلى مخاطر هذا النّزوح ولكن، على من تقرأ مزاميرك يا داوود.لم ترتضِ هذه الفئة بدخول النّازحين وتوطين نفسها في أرضنا؟ أوّلًا- لا يُخفَ على كثيرين أن رضوخ البعض للتّدخّلات الخارجيّة يفوق التّصوّر. فمصالح البعض الخارجيّة، في بعض الدّول، تعلو على المصلحة الوطنيّة. والمتحكّم حين يطلب يتحكّم. والوعود بالوصول إلى مراكز واستلام مقاعد يدفع الكثيرين للتّخلّي عن كلّ القيم وعن الوطنيّة.ثانيًا- التّسلّط والارتهان للمراكز المرتبط بضرب كل ما هو وطنيّ والاتّكاء على الغريب. الهدف منذ ال ٢٠١١ هو ضرب التيّار وبالتّالي معارضة كل ما ينطق به، وما يخطّط لفعله، وكلّ ما يقدّمه.فموضوع النّزوح أظهر كره الكثيرين لأبناء بلدهم والاستعانة بالغريب فارتفعت المطالبة ببقائهم ورحيل جبران. وتعالت الأصوات لدمجهم في المجتمع اللّبناني فكانت تواقيع وبالأخصّ من «بدنا وفينا» رفضًا لمن يعارض هذا الوجود. فمنذ متى يكون الضّيف أهمّ من أهل البيت؟ثالثًا- صفقة دوليّة بتواطئ حدوديّ وخنوع داخليّ تقضي بدمج النّازحين الّذين أُعطي لهم تسمية أُخرى اللّاجئين للإفاضة عليهم بحقوق أوسع على حساب اللّبنانيّ.وطال الوقت وتنوّعت التّسميات، والواضح أنّ الرّغبة من الخارج وبعض الدّاخل توطين ودمج السّوريّين في لبنان. أراد البعض منهم الخروج من لبنان والهجرة فانتفضت شهامة بعض المسؤولين لمنعهم لا بل أعادوهم إلى لبنان، إلى أن وصل الأمر بجعل لبنان- كذبًا- خطّ مرور لمن طردتهم أوروبا بدل عودة سريعة وترانزيت لهم إلى سوريا. وأخيرًا وليس آخرًا، بشرى بعض وزراء الحكومة الجديدة بالمطالبة بعودة طوعيّة لمن يريد منهم.سوريا أصبحت آمنة من النّظام الّذي هربوا منه بحجّة ظلمه وجوره. ومهمن ترأسّها لا يعنينا أداؤه، فليعودوا وليثوروا على نظامهم من أرضهم. وحدها الأرض تعيد الحقّ.في النّهاية، رحل العسكر وعاد المدنيّ. ومن تعدّى على أرضك، سرق حقوقك، استباح أرضك واعتدى على شعبك ليس ولن يكون لا نازحًا ولا لاجئًا. هو في الحقيقة احتلال ونطالب ونرفع الصّوت كعادتنا: خروج جيش النّازحين السّوريّين أولويّة وواجب. Read more